للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فظهر في ثاني عشر ذي القعدة قانصوه خمسمائة، وطلع إلى السلطان فخلع عليه، وأمره بالنزول في بيت [والده.] (١)

ثم في ثاني يوم، أمره بالتوجه إلى الدوادار الكبير والسلام عليه، فتوجه إليه، فخلع عليه وأركبه على فرس بسرج (٢) مفرق وقاد له غيره.

وفي ثاني يوم، أمره بالتوجه [إليه] (٣) إلى أمير كبير تمراز (٤) والسلام عليه، فخلع عليه أيضا، وأركبه على فرس كذلك، ثم أمر السلطان بسماط القلعة أن يمد ببيت قانصوه، ففعل له ذلك.

ثم في يوم الجمعة، خامس عشري ذي القعدة، عهد السلطان لابنه وقعد على تخت (٥) الملك، ثم ارتجت البلاد فأخذ أمير كبير تمراز بن السلطان، ونزل به


(١) وردت في الأصول "ولده"، وما أثبتناه هو الصواب لأن عمر السلطان عند ما تولي السلطة كان نحو من أربعة عشر سنة، ولعله البيت الذي أنشأه بالقرب من حمام الفارقاني. ابن اياس: بدائع الزهور ٣/ ٤٠٣، ٣٣٣.
(٢) السرج: رحل الدابة وغلب استعماله للخيل، وهو مقعد فوق ظهر الفرس للراكب. ابن منظور: لسان العرب ٢/ ٢٩٧.
(٣) وردت في الأصل وجميع النسخ وهي زائدة لا مكان لها في الجملة، لأن الصحيح أمره بالتوجه إلى أمير كبير تمراز.
(٤) تمراز الشمسي الأشرفي برسباي العزيزي أمير سلاح، وابن أخت الأشرف قايتباي ونعم الأمير توددا للعلماء والفقراء وإقبالا عليهم. السخاوي: الضوء اللامع ٣/ ٣٦.
وأمير السلاح هو المتولي لشئون السلاح خاناه السلطانية، والمقدم على السلاحدارية من المماليك السلطانية. محمد قنديل البقلي: التعريف بمصطلحات صبح الأعشى، ص ٤٥.
(٥) التخت: السرير: وهو المكان الذي يجلس عليه الملوك في المواكب، ويرتفع عليه الملك حتى لا يساوي غيره من جلسائه، ويقال تخت المملكة أو كرسي العرش إذا كان ثابتا في مجلس الملك، وهو فارسي محض. البستاني: الوافي، ص ٥٩. السيد ادي شير: الألفاظ الفارسية المعربة، ص ٣٤.