للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إلى باب السلسلة (١) للفحص، فسمع قانصوه خمسمائة وغيره من الأمراء، فجاءوا إلى باب السلسلة فوجدوه مغلقا، فدقوه فلم يفتح لهم، فدخل بعضهم من باب [الدرفيل] (٢)، وجاءوا إلى باب السلسلة وفتحوه، فدخل قانصوه ومن معه فوجدوا الأمير تمراز، فمسك قانصوه الأمير الكبير وهز لحيته وقيد، ثم نفيّ إلى الأسكندرية في ذلك اليوم (٣)، أو يوم موت (٤) السلطان، فبكى ابن السلطان، فترجل قانصوه وقبل يديه ورجليه (٥) وقال: نحن مماليكك، ومماليك


(١) باب السلسلة: هو باب القلعة الرئيسي الموجود حاليا بميدان صلاح الدين في مواجهة جامع السلطان حسن، وهو المعروف حاليا باسم باب العزب. انظر: محمد رمزي: تعليقه على النجوم الزاهرة ج ٧ ص ١٦٣.
(٢) وردت في الأصول "الدرافيل" وما أثبتناه هو الصواب من المقريزي: الخطط ٣/ ٣٥٨، وباب الدرفيل: بجانب خندق القلعة ويعرف أيضا بباب المدرج وكان يعرف قديما بباب سارية، ويتوصل إليه من تحت دار الضيافة وينتهي منه إلى القرافة، وهو فيما بين سور القلعة والجبل، والدرفيل هو حسام الدين لاجين الأيدمري، المعروف بالدرفيل، دوادار الملك الظاهر ركن الدين بيبرس البندقداري مات عام ٦٧٢ هـ. المقريزي: الخطط ٣/ ٣٥.
(٣) سبب قبض الأمير الكبير تمراز ونفيه إلى الاسكندرية لخلع الاشرف قايتباي من السلطة، والاتفاق على سلطنة ولده من غير عهد له من أبيه، واليوم المراد به هنا يوم السبت السادس والعشرين من ذي القعدة سنة ٩٠١ هـ. ابن اياس: بدائع الزهور ٣/ ٣٣٣.
(٤) مات السلطان في يوم الأحد السابع والعشرين من شهر ذي القعدة سنة ٩٠١ هـ. محمد المنوفي: كتاب أخبار الأول، ص ١٣٧. الموصلي: در المكنون ورقة ٢٥٥ ب.
(٥) كان من العادات في حفلة تولية السلطان يقبل له الأمراء الأرض فيخلع خلعة عليهم، ويرّقّي من يشاء إلى المناصب الشاغرة وينتهي بعد ذلك الحفل. محمود رزق سليم: موسوعة عصر سلاطين المماليك ٤/ ٢٩٠.