وفي يوم السبت، تاسع عشري الشهر، ماتت أم الحسين/بنت عبد اللطيف بن عبد القادر بن زايد، وهي شق توم، وصلى عليها بعد صلاة العصر عند باب الكعبة، ودفنت بالمعلاة بتربة علي بن هاشم بن غزوان.
أهلّ رجب ليلة الإثنين ٩٠٢ هـ
في يوم الإثنين المذكور، مات إدريس بن عبد القادر العراقي القفاص أبوه، وصلى عليه بعد صلاة العصر عند باب الكعبة، ودفن بالمعلاة.
وفي أول ليلة الخميس، رابع الشهر، وصل السيد الشريف جمال الدين محمد بن بركات وأولاده وبعض جماعته، لأجل عقد القاضي بهاء الدين ابن قاضي القضاة الشافعي الجمالي أبي السعود بن ظهيرة، على ست [الكل](١) بنت الشيخ فاتح بيت الله السراج عمر الشيبي، فلما كان بعد العشاء حضر بالمسجد الحرام السيد الشريف، وأولاده، والأتابك أزبك وولده، والقاضي الشافعي المذكور، والقاضي المالكي، وباش المماليك السلطانية، والمماليك، والفقهاء، والتجار، وخلق لا يحصى عددهم إلا الله، فعقد العقد المبارك قاضي القضاة الشافعي، وبخروا الناس وأسقوهم السكر على العادة، وابتهج الأمير الكبير بالحضور بحيث كان يأمر الشريف الكبير بالسكر غير مرة، ويأمرهم بتكرير سقي الناس، وأكتنفه الشريف الكبير على يمينه، وولده السيد زين الدين بركات على شماله وإخوته تحته، وتحتهم الباش، والقاضيان، الشافعي، ثم المالكي على يمين الشريف الكبير، ولم يحضر الحنفي والحنبلي لإهمال الشافعي لهما، وكان عقدا حافلا زاهرا بهجا، بحيث كان مفردا فيما سمعت ورأيت.
(١) ما بين حاصرتين لم ترد في الأصول، وما أثبتناه من العز ابن فهد: غاية المرام ٢/ ٥٩٣ لسياق المعنى.