للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي بقية الليلة سافر الشريف وأولاده.

وفي يومها، مات أبو بكر (١) بن محمد الكيال الشهير بإبن المجنون، وله وجعان نحو الجمعة، لكنه لم ينقطع إلا أول الشهر.

وفي يوم الجمعة، خامس الشهر، مات الشيخ محمد بن عبد الله النظامي، وصلى عليه بعد العصر عند باب الكعبة، ودفن بالمعلاة.

وفي يوم السبت، كان الشروع في الفازة، لأجل العرس المذكور، فشرعوا في وضع الخشب وتظليله على العادة، فما تم النهار حتى عملوا ما عادتهم أن يعملوه في يومين، وذلك في [يوم] (٢) وذلك من حوش بيت العروس وسركالها، ثم عمل بعد ذلك [لعلوها] (٣) وجوانبها والقعر بالمخمل، وحضر القضاة كلهم والفقهاء والتجار، وما حضر الحنفي والحنبلي إلا بعد أن سأل الأمير أزبك قاضي القضاة الشافعي بأنهما يحضران ويقابلهما بالإكرام، فأجابه لأجل خاطره، وأرسل لهما الأمير، وقال لهما: لأي شيء ما حضرتما العقد، فاعتذرا بأنهما لم يطلبا، فقال لهما: إحضرا هو كبيركم (٤).

وفي ليلة الأحد سابع الشهر، كانت زفة الغمرة من الصفا، وشق بها السوق ثم السويقة، وكانت كثيرة الشمع والناس، ولم يتخلف إلا القضاة وبعض


(١) أبو بكر بن محمد الكيال أبوه ويعرف بالمجنون، مات في سنة ٩٠٢ هـ. السخاوي: الضوء اللامع ١١/ ٨٦.
(٢) وردت في الأصول "يومين"، وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.
(٣) وردت في الأصول "لعلها"، وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.
(٤) أي أن القاضي الشافعي هو كبير القضاة في مكة بالنسبة لغيره من القضاة كالمالكي والحنفي.