أوضح العز ابن فهد في بداية كتابه (بلوغ القرى) السبب الذي دفعه للكتابة وذلك حين قال بعد أن بين فائدة علم التاريخ ومنافعه: "ولما كان الأمر كذلك أحببت سلوك هذه المسالك وأن أقتدي بوالدي وما ألفه قبلي من حوادث بلدنا مكة لإحياء معالمها وإيضاح مجاهلها". ثم وضح بالمثال المنهج الذي سوف يسير عليه في كتابه وهو بذلك يسير على نهج العلماء من قبله، إذ يعطي القارئ فكره واضحة عن الطريقة التي سوف يسير عليها وقارن ذلك بكتاب والده النجم ليوضح الفرق وبدقة. فقال:
(وليكون ذلك (أي بلوغ القرى) ذيلا على تاريخه المسمى إتحاف الورى بأخبار أم القرى فإنه رتبه على حوادث السنين .. لكنه اقتصر على الحوادث والوفيات جملة (حيث جمع النجم ابن فهد الوفيات وذكرها في آخر كل سنة) فأذكرها على الشهور مطولة ومفصلة مع غيرها من المواليد وإضافة بعضها للأسانيد … ) (١) وهو بذلك اتبع نفس طريقة والده النجم بن فهد في الكتابة ولكنه اعتمد على التفصيل أكثر لذلك جاء كتابه غزير في المادة التاريخية أغزر من كتاب والده، فقد رتبه على النظام الحولي حسب السنوات والأشهر والأيام مفصلا الأحداث في كل شهر حسب وقوعها وذكر ضمنها الوفيات مفرقة وكذلك المواليد والاحتفالات وغيرها.
[اسم المخطوط ومكانته]
ورد اسم المخطوط كذا (بلوغ القرى في ذيل إتحاف الورى) مكتوبا بمداد أحمر على صفحة الغلاف من النسخة (أ) ثم أورده المؤلف في الورقة (٢ أ) من