للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ودخلوا جميعا إلى أن وصلوه لبيته وتوجه في آخر الشهر للعين بناه وفعله وأصلح فيها مدة إلى (١).

[أهل رمضان ليلة الأحد أو ليلة السبت سنة سبع عشرة وتسعمائة]

فإن القاضي الشافعي طلع إلى جبل أبي قبيس ومعه الفقهاء، ولم يروه ونزلوا بعد أن فات وقته، بل وكان في المحل غيم فادعى بعضهم أنه رآه ولم يحضر إلى القاضي، وذكر بعضهم أنه رأى في غير محله من هؤلاء الرائيين فكذبه بعض المؤقتين، وحضر ناس من الطائف من طريق نعمان (٢) وذكروا أنهم رأوه، وشهد ناس عند القاضي المالكي أنهم رأوا شعبان في البحر ليلة الخميس وثبت عنده ذلك على مقتضى مذهبه فإنهم ما يأمرون بإختلاف المطالع، وأمر مناديا ينادي فنادى في شوارع مكة بأنه ثبت عند القاضي المالكي وأن الناس يمسكون، فمسك أهل مذهبه وبعض الناس، وجاء بعد ذلك الناس من جدة وأخبروا أن قناديل المنائر اسرجت ليلة السبت ولم يعمل القاضي الشافعي بالإثبات وأكل وقال للناس أنه لم يثبت شيء، وفي أول شوال أمر القاضي الشافعي بكتابة محضر وصورة الواقعة وزيادة أشياء مرجحة له وعدة أشياء مختصة به ومنها هذا، وكتب في المحضر خلق من أهل مكة منهم كاتبه، ومنهم القاضي أبو السعادات المالكي وأولاده وأخوه، والشهاب الحرازي وأخوه، وأمين الدين الشريف


(١) هكذا في الأصول، وهناك سقط واضح في الكلام.
(٢) نعمان: واد فحل من الأودية التي تحيط بمكة، يبعد عنها حوالي ٢٥ كيلومترا يأخذ أعلى مساقط مياهه من جبل كرا وعفار وما حولها وينحدر غربا فيمر جنوب عرفات ويكون هناك حدود الحرم، من روافده: وادي الضيفة، واليعرج ووادي عرعر، ورهجان، والوصيق. وفيه عيون عديدة منها: عين زبيدة، وعين العابدية. انظر: ياقوت الحموي: معجم البلدان، ٥/ ٢٩٣. البغدادي: مراصد الاطلاع ٣/ ١٣٧٩. البلادي: أودية مكة المكرمة، ص ٣٠ - ٣٥.