للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أهل ربيع الأول ليلة الاثنين سنة ٨٩٤.]

في يوم الجمعة خامس الشهر ماتت زليخا بنت محمد ابن الخواجا داود الكيلاني زوجة أحمد ابن الخواجا، وصلي عليها بعد صلاة العصر عند باب الكعبة ودفنت من يومها بالمعلاة بتربتهم وشيعها جمع.

وفي أوائل هذا الشهر كمل عمل المسجد الذي به المولد النبوي والذي عمل فيه من داخله إنشاء عقد كبير بالقرب من المحراب كان بدله بستلا (١) فتكسر بعض الأخشاب فجدد عوضه ورسم (٢) ترسيما حسنا (٣).

وفي أوائله أيضا كمل عمل حاشية المطاف، وهو أن الناظر قاضي القضاة جمال الدين أبا السعود بن ظهيرة أمر بحفر جميع حاشية المطاف فحفرت وأخرج منها بطحات كثيرة لكنها مخلوطة بتراب فغربلت وأخرج التراب من المسجد وبطحت الحاشية ببعض البطحات، وفرق باقيها بالمسجد في الأماكن المحتاجة لذلك، وحفر أيضا الزقاق المتوصل إلى باب السدة (٤) فإنه كان ارتفع عن الطريق ومنع السيل من التوصل إلى


(١) بستل: كلمة عامية تطلق في العمارة المملوكية على الكمرة أو على عرق خشب سميك يوضع على حائطين لتركب عليه ألواح السقف، ويرادفها من الصحيح جائز أو جائزة. محمد أمين: المصطلحات المعمارية، ص ٢٢.
(٢) وردت في الأصل "وقم" والتعديل عن (ب). وقد يكون المراد بها جملة "ورخم ترخيما".
(٣) السخاوي: وجيز الكلام ٣/ ١٠٧٧ وفيه "مع تبيضه من داخل وخارج".
(٤) وهو الباب الأول بالجانب الشمالي من المسجد الحرام سماه بذلك أبن جبير في القرن السادس الهجري، ويقال له على ما ذكره الأزرقي باب عمرو بن العاص ، وهو طاق واحد وسمي بباب السدة لأنه سد ثم فتح وقيل غيره ثم أطلق عليه باب العتيق. الأزرقي، أخبار مكة ٢/ ٩٣، ابن جبير: الرحلة، ص ٧١، الفاسي: شفاء الغرام ١/ ٣٨٣ - ٣٨٤، باسلامة: عمارة المسجد الحرام، ص ١٢٩.