للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جميع ثلاثيات صحيح الإمام أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري بالمسجد الحرام بالقرب من باب السلام وسمع معه جماعة.

[أهل ذو القعدة ليلة الجمعة سنة ٩٢١ هـ]

في آخر يوم الخميس تاسع الشهر توجه قاضي القضاة الشافعي صلاح الدين بن ظهيرة إلى طلوع جبل أبي قبيس لرؤية الهلال على العادة، وتطلع معه القضاة والفقهاء فتلقاه القاضي الحنبلي قبل الجميع ومشى على يمينه ثم جاء المالكي وأراد أن يخش ويمشي على يمين الشافعي فما مكنه الحنبلي من ذلك ثم قال: للحنبلي تأدب وروح مكانك يعني الشمال فقال: له الحنبلي تأدب أنت ومتى كنت وتعلمت الأدب فإني أكبر منك ومكاني الميمنة مع الحنفي، وإذا غاب كنت مكانه واستمر مكانه وهما واقفان ساعة يتكلمان والشافعي يقول: افلا العادة، وقال: الحنبلي ما أمشي إلا مكاني هذا وإلا رجعت من هنا، فرجع المالكي ومشى على الشمال، وصار الحنبلي يتهدد المالكي طول الطريق والشافعي يأمر المالكي بالمفارقة مرارا فما فارقه إلا من باب الصفا وتوجه إلى جهة منزله، وعزم على الحنبلي أيضا في المفارقة فما رضي واستمر معه إلى الصفا، وكذا مشى معه وجد لما نزل، وموجب هذا أن المالكي كتب الى مصر وتشكى من الحنبلي أنه يثبت الشهادة على الخط، وهي من خواص المالكية، وأن والده كان يستجز مرسومان وأن أصحابه الشافعية استفتوا علماء مصر عن ذلك، وقالوا: له يصلك مرسوم في الموسم يمنع الحنبلي عن ذلك، بل قال: الحنبلي أيضا أنه كان جالسا عند الشريف السيد زين الدين بركات سلطان مكة لما جاء مكة في آخر رمضان وجلس على يمين الشافعي وهو على يمين الشريف ثم جاء المالكي وجلس على شمال الشريف، ثم جاء الحنفي وجلس على شمال الشريف فما رضي المالكي يجلس تحته وقصد الحنبلي وجلس بينه وبين الشافعي، وقال: أنه قال: له تأخر حتى أجلس فجلس