للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أهلّ ربيع الأول ليلة الأربعاء ٨٩٩ هـ

وفي يوم الأحد، خامس الشهر، ماتت طفلة صغيرة عمرها سنة وأربعة أشهر لقاضي القضاة المحيوي عبد القادر بن عبد اللطيف الفاسي الحنبلي، وصلى عليها ضحى عند باب الكعبة قاضي القضاة الشافعي الجمالي أبو السعود بن ظهيرة، وشيعها هو وخلق من القضاة والفقهاء، ودفنت عند سلفها بالمعلاة، وأمها مستولدة لأبيها، وكانت ولدت بالمدينة ثم حملت لمكة بعد موت والدها.

وفي هذا اليوم أيضا، مات جوهر الحبشي فتى العفيف عبد الله بن أبي الفضل بن ظهيرة، وصلي عليه بعد صلاة العصر عند باب الكعبة، وشيعه خلق كثير من القضاة والفقهاء وغيرهم إلى المعلاة، ودفن بتربة مواليه القديمة.

وفي ليلة الإثنين، سادس الشهر، مات الخواجا علي شيخي العجمي الساكن بالقرارة، وصلي عليه بعد صلاة الصبح عند باب الكعبة، ودفن بالمعلاة، وخلف أختا وابن عم وأوصى بأن بيته وما إحتوى عليه ملك لأخته، وإن/الذي يملكه من النقد ألف وثمانمائة [وأوصى بثلثة] (١) للقاضي الشافعي، بأن يجهز بمبلغ عينه، وأن يأخذ منه مائة ويعطي للقضاة الباقين عشرين عشرين، وأظن للخطيب كذلك، ولأهل الحرمين، والمعتقين أظن، ولغيرهم كذا سمعت، ولم يتحرر في التفصيل كما ينبغي.

وفي ليلة الثلاثاء، سابع الشهر، ماتت شكرباي التركية جارية الشيخ أبي بكر بن أحمد المرشدي لعلها ومعتوقته ومربية بنات ولده عبد الصمد (٢) بعد أن ماتت أمهم ثم أمه، وصلي عليها بعيد صلاة صبيحتها عند باب الكعبة، ودفنت من يومها بالمعلاة.


(١) وردت في الأصول "ثلثه واوصى" وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.
(٢) عبد الصمد بن أبى بكر بن احمد بن إبراهيم بن احمد بن أبى بكر عبد الوهاب المرشدي المكي الشافعي، دخل القاهرة مع أبيه، مات في سنة ٨٨٥ هـ. السخاوى: الضوء اللامع ٤/ ٢٠٩.