للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

القضاة الشافعي وجماعته، وإلى باب السلام جماعة أيضا، منهم الحنفي، والمالكي، وأثنى الناس عليه خيرا بالبركة وكثرة الطواف والزيارة ويكبس الناس ويأكل في ذلك ونفعنا به.

وفي أو آخر هذا الشهر، دخل المسجد بعض أولاد ابن جرموس بعد أن صاح عند بيت القاضي الحنفي إلى أن طل عليه القاضي، وسأله عن خبره، فذكر أن ولده وابن أخته عمر بن يحي الغساني سكرا ببيت زين الدين عبد الباسط الذي عند بيت ابن زبرق، وأن أخاه عندهما وما رضيا بإخراجه، فقال له: الآن أمرهما بذلك وشاغله بالحديث إلى أن أمر من أخرجهما ثم نزل له يتلقاه فما رضي واستمر إلى أن جاء لوالده عند حاشية الطواف، فقال الناس لابنه: لا يسمع الباش يمسكه ويضربه فإنه في غاية السكر، ولم يكن أخوه معهم وإنما كان هو وكأنهم عبثوا به ويقال: أنهما عبثا على إمرأة كانت معه، فوضع أبوه في قبته منديلا وخرج إلى بيته وهو من باب العمرة، فلما وصل إلى عند بيت الحنفي صاح برأسه: يا مسلمين ما يحل البلد سائبة يفعلون القضاة بأيديهم ويعملون ما لا يحل، ثم حبس ولده بالبيت وسكنت القضية.

أهلّ ربيع الأول ليلة الأحد ٩٠٠ هـ

في يوم الأربعاء، رابع الشهر، حصل غيم ومطر، ثم قوي وقت العصر فسالت الأرض من كل ناحية وجاء السيل الكبير المسمى سيل وادي إبراهيم (١) من أعلى مكة


(١) سيل وادي إبراهيم: هو سيل وادي مكة المكرمة، يأخذ مياهه من ثبير غيناء وثبير النصع وجبل الطارقي وحراء ثم يدفع غربا مارا بين الحجون والخنادم ثم بالمسجد ثم بالمسفلة، وهو من أعظم السيول التي تتدفق على المسجد الحرام. الأزرقي: أخبار مكة ٢/ ١٦٦. عاتق البلادي: معجم معالم الحجاز ١/ ٢٩.