للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والتقى مع سيول مكة وسيل أجياد، فدخل المسجد الحرام من كل أبوابه غير بابين باب الزيادة (١) وباب العمرة ودخل الكعبة الشريفة يسيرا، ولكن طلع في وسطها قدر شبر (٢) وفتر (٣) [وعم] (٤) درجة الكعبة ومنابر الوعاظ ودكة مكبر الحنفية، وامتلأ جميع المسجد من الأوساخ، ولم يمت بالمسجد من السيل إلا شخصا أو شخصين، وفي خارجه جماعة نحو ستة/منهم إمرأة ومعها ثلاثة أولاد أحدهم بيدها والآخرون على [كتفيها] (٥)، وطاح للناس بيوت كثيرة (٦)، وتلف للناس أمتعة كثيرة، وممن طاح بيته الشاهد علي (٧) بن حسين الطيبي وبيت شافة بنت زايد، وبعض بيت أصحابنا بني عبد القوي وغيرهم وكنا ممن أصيب بسقوط بعض دورنا وخلف الماء بسكننا حتى تلف علينا بعض الكتب، والله يجبرنا وإياهم وجميع المسلمين وترادفت الأخبار بأن هذا


(١) باب الزيادة: هو أحد ابواب المسجد الحرام الواقعة في الجهة الشمالية وترتيبه الثالث، وعرف بباب القطبي لكونه بجوار مدرسة قطب الدين الحنفي وذكره الأزرقي بباب دار شيبه بن عثمان. الأزرقي: أخبار مكة ٢/ ٩٤. حسين عبد الله باسلامة: تاريخ عمارة المسجد الحرام، ص ١٣١.
(٢) الشبر: ما بين أعلى الإبهام وأعلى الخنصر. ابن منظور: لسان العرب ٤/ ٣٩١، محمد عمارة: قاموس المصطلحات الاقتصادية في الحضارة الإسلامية، ص ٣٠٤.
(٣) الفتر: ما بين طرف الإبهام وطرف السبابة، إذا فتحتهما. ابن منظور: لسان العرب ٥/ ٤٤. محمد عمارة: قاموس المصطلحات الاقتصادية في الحضارة الاسلامية، ص ٤١٩.
(٤) وردت في الأصول "وعام" وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.
(٥) وردت في الأصول "كتفها" وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.
(٦) يعد هذا السيل من السيول الكبيرة التي دخلت المسجد الحرام حيث وصل إلى باب الكعبة المشرفة وتهدمت منه دورا كثيرة. محمد طاهر الكردي: التاريخ القويم لمكة وبيت الله الكريم ٢/ ١٩٧.
(٧) علي بن حسين بن محمود نور الدين الحسيني النجلي الأصل المكي الشافعي ويعرف بالطيي، ممن اشتغل قليلا، وجلس بباب السلام شاهدا. السخاوي: الضوء اللامع ٥/ ٢١٦.