للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المطر والسيل عام، بحيث ملأ صهاريج جدة وأبيار منى (١) وسقى بجبل الأودية كلها حتى هدة بني جابر وشربت الأودان (٢) كلها وكل جهة، وحصل من ذلك ضرر بسقوط مسجد نمرة (٣) الذي عند عرفة، ولما وقع السيل بالمسجد وقت العصر، وكان الإمام يصلي بالرواق حينئذ، ثم بقي [بالمسجد] (٤) إلى أثناء الليل، [وقد] (٥) [خرج] (٦) من باب إبراهيم وحصل لطف كون فرخى باب إبراهيم مفتوحين ولم يصلوا الناس المغرب ولا العشاء، ثم قام الريس وسلم وأذن للفجر وصلى الإمام عنده بعلو زمزم.

ثم في صبيحته، أمر ناظر المسجد الحرام قاضي القضاة الشافعي جمال الدين أبو السعود بن ظهيرة أعانه الله الفعلة فشرعوا في ذلك وبدأوا بالطواف وفرغوه في ثاني


(١) أبيار منى منها بئر تعرف بالحجامية بقرب جمرة العقبة في بستان عندها، ومنها بئر يقال لها كدانة في مترلة المحمل المصري، ومنها بئر يقال لها: عمارة وهي حلوة، والكليبية وهي حلوة كذلك، والشعبانية في بستان للشيخ القاضي مجد الدين الشيرازي وبئر اسماعيل، وبئر الجعافرة، وبئر سمير، وبئر أم نخلة، وبئر أم الحمام، وبئر العسيلة، وبئر العراقيب وغيرها. الفاسي: شفاء الغرام ١/ ٥٥٠.
(٢) الأودان: مواضع الندى والماء التي تصلح للزراعة. إبراهيم انيس ورفاقه: المعجم الوسيط ٢/ ١٠٢٢.
(٣) مسجد نمرة: ويسمى مسجد عرنة ومصلى عرفة، ويقع غرب الموقف بعرفات مقدمته من ناحية القبلة تخرج عن حدود الوقوف بعرفة في جنوب المسجد وشماله اعلام الحل. الفاكهي: أخبار مكة ٤/ ٣٢٨. السنجاري: منائح الكرم ٤/ ٧١. إبراهيم رفعت: مرآة الحرمين ١/ ٣٣٦.
(٤) وردت في الأصول "المسجد" وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.
(٥) وردت في الأصول "وهو" وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.
(٦) وردت في الأصول "خارج" وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.