للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أهلّ شهر جماد الأول ليلة الإثنين ٩٠٩ هـ

في عصر يوم الإثنين المذكور، ماتت فاطمة بنت الخواجا شمس الدين شجاع الشامي، زوجة بركات بن الخواجا شيخ علي، وصلي عليها صبح ثانيه عند باب الكعبة، ودفنت بالمعلاة.

وفي يوم الثلاثاء، ثاني الشهر، أشيع بمكة أن الخواجا شمس مات باليمن، أو إشاعه الدولة لأجل غرضهم، فحضر بعض جماعة الشريف جازان، ومعهم جماعة من شهود باب السلام إلى بيت الخواجا المذكور ورهوهم (١) بهذا الخبر إنه كاذب، ولم يكونوا سمعوا بذلك، ففتحوا حواصله، وضبطوا ما فيه، وختموا عليه، وانصرفوا، فسمع الباش فأنكر عليهم فيما يقال.

ثم في ثاني يوم، أتى المذكورون إلى البيت وصحبتهم التجار، وفتحوا الختم، وأخرجوا الموجود، ورموه على التجار والبزازين، وهو صدر وتفاصيل ثابرة وكندكي ومد (٢)، فقطع ألف وثلاثمائة دينارا (٣)، أعطي الباش مما له عندهم من عادته مائتان، وكان لما أنكر عليهم قالوا له: من أين نعطيك ونحن ما نأخذه إلا دينا، إن كان مات أعطيناه الورثة، وإن كان يعيش حاسبناه من العشور.

ثم بعد مدة يسيرة، وصل إلى جدة أولاد الخواجا ابن شمس، وذكر أن والده طيب، فتكلم في مكة فلم يلتفت له.


(١) رهوهم: أي اسكنوهم. نشوان الحميري: شمس العلوم ٤/ ٢٦٤٨.
(٢) هكذا في الأصل، ولم يعثر على تفسير لها.
(٣) أي قدرت سلع الخواجا الموجودة بالمبلغ المذكور.