وفي ليلة الخميس، سادس عشر الشهر، توجه الشهابي أحمد بن العيني إلى زيارة سيدي عبد الله بن عباس ﵄ بالطائف، وخرج معه قافلة كبيرة، وعادوا إلى مكة في ليلة الجمعة، رابع عشري الشهر.
وفي ليلة الثلاثاء، حادي عشري الشهر بين المغرب والعشاء، ولدت ستيت بنت الجمال محمد بن عمر بن الرضى، وأمها سعادة بنت غياث الدين أبي الليث بن الضياء الحنفي.
أهلّ ربيع الآخر ليلة الجمعة ٩٠٧ هـ
في يوم الجمعة المذكور، شرع في مقدمات ختان تاج الدين (١) بن قاضي القضاة جمال الدين أبي السعود بن ظهيرة القرشي، فعمل بعد صلاة الجمعة بحارة البهلوان عند السويقة تحت قاعة قاضي القضاة والتجار وغيرهم، وقدم لهم المعمول، وكان يوما مشهودا، وكان القضاة والفقهاء والتجار يحضرون كل يوم في الفازة، من الصبح إلى قرب الظهر، ومن العشاء إلى جانب من الليل، ويلعب المطربون بالليل، ويجيئون من المدعى في زفة كبيرة بالمفرعات والشموع والمشاعل.
وفي ليلة الإثنين، رابع الشهر، كانت زفة الحناء من المدرسة الجمالية إلى الفازة، مشى فيها القضاة، والخطيب، والفقهاء، والتجار، والمتسببون، وكان خلقا كثيرا، وبها من الشموع والدفوف والمشاحب والمفرعات والمشاعل ما لا يحصى، وعمل النفط في ثلاثة مواضع، عند الميلين وعند المروة وبالسويقة.
(١) تاج الدين بن قاضي القضاة جمال الدين أبي السعود بن ظهيرة، زوج ابنة عمه فاطمة ابنة القاضي تقي الدين. سافر مع الحجاج في سنة ٩٢١ هـ. العز ابن فهد: غاية المرام ٣/ ٢٨١، ٣٣٥.