وأن السلطان قانصوة نصره الله تعالى جهز قصاد الصوفي إليه وغرم عليه نحو خمسين ألف دينار، وأن الفارس وصلوا إليه ولم ينقض أمرهم، وأن بركات رافع فيه بعض المباشرين وذكر أن عنده شيئا كثيرا للسلطان فرسم بالترسيم عليه حسابه فوجد عنده تسعون ألفا فنزل في تسليمها، وأنه يسلم منها ثلاثين ألفا حاضره والباقي موزعة كل شهر.
وفي ليلة الاثنين سلخ الشهر ماتت الجليلة أم محمد الطويل، وصلى عليها بعد الصبح عند باب الكعبة ودفنت بالمعلاة على زوجها أبى ولدها.
[أهل شعبان ليلة الثلاثاء سنة ثمان عشر وتسعمائة]
في ليلة الخميس ثالث الشهر وصل لمكة طواشي القاضي زين الدين المحتسب وعبد القاضي الناظر الخاص وصلوا لجدة من الينبع بحرا، وكان القاضي ناظر الخاص لما وصل لينبع الكبرى كان الأمير حسين بينبع الساحل وطلبه ليلبس خلعته ويأخذ مرسومه، فقال له أنت تعال أو ما يمكن فأرسل له مع هذا العبد خلعته ومرسومه فقرأ مرسومه ولبس خلعته، ولبس العبد خلعته من عنده وأعطاه خمسين دينارا، وكتب حسين لخزنداره بجدة أنه يعطى القاضي ناظر الخاص مائتين أو ألفا، أو يشتري له بذلك هدية، والله أعلم بصحة ذلك.
وفي يوم الجمعة ثانيه تقدم الباش لملاقاة القاضي ناظر الخاص بل أرسل قبلهم الأمير الباش ناسا [لملاقاته](١) إلى خليص.
ثم في ثانيه ليلة السبت أو صبيحتها وصل قواس من عند القاضي ناظر الخاص وأخبر أنه تقدم عنه من رابغ وأنه يصل إلى الوادي عصر يومه، فتوجه للوادي القضاة
(١) وردت الكلمة في الأصل "بملاقاته" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.