للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي ليلة الجمعة ثانيه وصل لهم الباش، ثم جاء [للباش] (١) دويداره وخزنداره من الينبع وكانوا مع القاضي ناظر الخاص، وتوجه القاضي ناظر الخاص للمدينة الشريفة من ينبع ومعه القاضي زين الدين المحتسب فارق الأمير حسين ولم يتوجه الأمير حسين للمدينة، وجاء مع الواصلين أوراق من القاهرة، وفيها أن ابن أزبك المقتول صاحب خراسان (٢) وغيره أخذ خراسان من جماعة الصوفي وتوجها لملاقاته، وأنه سمع بذلك وتوجه لملاقاتهما، والله ينصرهما عليه ويخذله ويكفي المسلمين شره، وأن السلطان أحمد ابن عثمان ثار على أخويه صاحب المملكة سليم شاه، والسلطان قرقد، وأنه أخذ بعض البلدان وجمع العسكر لقتاله وهو كذلك، والله يقدر للمسلمين ما فيه الخير (٣).


(١) وردت الكلمة في الأصل "الباش" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.
(٢) خراسان: بلاد واسعة أول حدودها مما يلي العراق أزاذوار قصبة جوينى وبيهق، وآخر حدودها مما يلي الهند طخارستان وسجستان وكرمان وليس ذلك منها إنما هو أطراف حدودها، وتشتمل على أمهات من البلاد منها: نيسابور، وهراة، ومرو وغيرها. وقال الجرجاني: معنى خر: كل، واسان معناه سهل، أي كل بلا تعب. وقال غيره: معنى خراسان بالفارسية مطلع الشمس، ومنها كثير من العلماء أهل الحديث والفقه. انظر: ياقوت الحموي: معجم البلدان، ٢/ ٣٥٠ - ٣٥٤. الحميري: الروض المعطار، ص ٢١٤.
(٣) يوضح المصنف بهذه المقولة سببا من أسباب العداوة بين العثمانيين والمماليك وهو إيواء القاهرة للأمراء العثمانيين الفارين من وجه السلطان سليم. ولقد حدث في عهد السلطان الغوري أن ثار بعض أخوة سليم الطامعين في الحكم عليه، وهما كوركاند Khurkand وأحمد وكانا على رأس مقاطعات هامة بأسيا الصغرى فقاما ضد سليم بجيوشهما، وقام السلطان سليم بقيادة جيشه إلى بيوسا وتمكن من هزيمتهما ولقد فر إلى الشاة إسماعيل أولا - وهذا يدل على مقدار خيانتهم - ثم إلى المماليك بعد ذلك. انظر: السيد رجب حراز: محاضرات في تاريخ العرب الحديث والمعاصر، ص ٥ - ٦. علي محمد الصلابي: الدولة العثمانية، عوامل النهوض وأسباب السقوط، ص ٣٠٤ - ٣٠٥. عمر بابكور: حزام الأمن العثماني حول الحرمين الشريفين في القرن العاشر الهجري - رسالة ماجستير غير منشورة - ص ١٢٨ - ١٢٩.