للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأما سيسد فلم يقيده بل أرسله في شقدف أيضا، وجلسوا بمكة ببيت السيد إبراهيم، وأرسل للشريف بركات يعلم ذلك، الله يسمعنا خيرا ويقدر للمسلمين ما فيه الخير (١).

ووصل لجدة من البحر قاصد الأمير حسين نائب جدة ومعه خلعه ومرسوم له وخلعه ومرسوم للباش بمكة، فلبس الأمير حسين خلعته بجدة وقرئ مرسومه، وفيه الوصية بالرعية والتجار وأن خوند (٢) حاجه في هذه السنة، وأنه يشتري لها بمكة السمن والعسل والحب البجيلي، وسمعنا من الناس أنها خارجة من مصر بعد العيد وأن الدويدار معها، والله يجعلها سنة مباركة (٣).

[أهل جمادى الأولى ليلة السبت سنة ٩٢٠ هـ]

في يوم السبت أوله طلب الأمير الباش حسين المهتار من محبسه عندهم إلى بستان جانبك وأمر به فضرب على مقعده أزيد من مائتي عصاة ثم رده إلى محبسه، ويقال: أنه طلب منه شيئا فما رضي والله أعلم.


(١) انظر هذه الأخبار في غاية المرام ٣/ ٢٩٠ - ٢٩١.
(٢) هي خوند الأشرفية، زوجة السلطان قانصوه الغوري.
(٣) حج في هذا العام - كما يبين المصنف - خوند زوجة السلطان الغوري ومعها ولدها محمد كما كان في صحبتها القاضي محمود ابن أجا كاتب السر، والأمير نانق الخازن - كما سيأتي - وقد رحل موكبها في ركب خاص وليسوا في صحبة المحمل. وكانت العادة أن يستعد الجميع في مكة لإستقبال هذه الوفود الرسمية، ويروي ابن إياس: أن الشريف بركات بنفسه استقبل الرحل وأقداد زمام فرس ابن السلطان بعد أن أعدوا لها ما ذكره المصنف من أطيب الأطعمة والأشربة، بالإضافة إلى ما حملته معها وهي قادمة من مصر. انظر: ابن إياس: بدائع الزهور ٤/ ٤٠٩. العصامي: سمط النجوم ٤/ ٣١٧. عبد الهادي الطاهر: الدر الفاخر، "مخطوط" ورقة ٤٤ أ. السنجاري: منائح الكرم ٣/ ١٩٨. الطبري: إتحاف فضلاء الزمن ١/ ٣٣٩.