وفي آخر الشهر، وصل إلى مكة السيد الشريف الزيني بركات بن محمد بن بركات بن حسن بن عجلان، وأخوه السيد هزاع وعسكرهما.
أهلّ ذي القعدة ليلة الخميس ٩٠٣ هـ
في آخر ليلة الجمعة، أو أول يومها، ثاني الشهر، مات الشيخ شمس الدين محمد بن زيت حار المصري ثم المكي، وصلي عليه ضحى عند باب الكعبة، ودفن بالمعلاة.
وفي هذا اليوم، عرض السيد الشريف الزيني بركات للأمير سنباي الواصل بحرا، بسبب ما أشيع بمكة عن مكة أن كاتب السر شوش بها، وخرج معه جماعة إلى الزاهر، فخلع سنباي على القاضي كاتب السر، والسيد الشريف بركات، وأخيه السيد هزاع، والقاضي الشافعي وصاحب المدينة فارس بن شامان، والباش أبي يزيد، ولبس سنباي أيضا خلعته، ودخلوا مكة جميعا، والمنادي ينادي: معاشر الناس كافة، من ظلم من قهر من حكام البلد، مثل سلطنة البلاد أو كاتب سر أو باش أو محتسب أو غير ذلك، فعليه بنائب السلطان، واستمر ينادي إلى أن دخلوا المسجد وبعد ذلك بالأسواق، فلما سمع ابن حاتم بالمنادي صاح وأكثر الكلام هو والعوام، ثم سكتوا، واجتمع المذكورون بالحطيم، خلا القاضي كاتب السر ففارقهم من المسعى إلى بيته، ووصّله إليه القاضي الشافعي، وعاد إليهم إلى الحطيم فقرئت المراسيم، وفيها:
سمعنا أنك أنت وأخوك هزاع بينكما خلاف، وينبغي أن تكونا على قلب واحد، كما كنتما في حياة والدكما، ويكون هزاع معك نائبا كما كنت مع والدك، وأن ابن الناصري يمكّن من مال أخيه وغير ذلك، مما لم أتحققه لغيبتي عن مكة بوادي مر، وجعل لهذا الأمير تسفير عشرة آلاف، خمسة على صاحب مكة وألفين على القاضي الشافعي وألفا على أموال الأيتام، وألفين على القاضي كاتب السر.