للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

البيت الذي بجنب زمزم إلى جنب صفة زمزم عند البالوعة التي هناك، وجعل فيه مزاريب (١) أربعة من نحاس ليملأ الحوض من زمزم ويتوضأ منه الحنفية (٢)، وجعل على الجرن [غطاء] (٣) من خشب وهو خير أن سلم من الأذى فإن النساء كانوا يأتون بأولادهم ويبولونهم في هذه البالوعة فالآن أرد لهم الماء والله يصلح المسلمين.

[أهل صفر الخير ليلة السبت سنة ٩٢١ هـ.]

في ليلة الثلاثاء رابع الشهر مات الشيخ علي بن الشهير بابن نبيقة النجار المكي وصلى عليه بعد الصبح عند باب الكعبة ودفن بالمعلاة، وصلى على أربعة غيره، ومعه منهم واحد من بني حسن.

وفي هذا اليوم وصل قاصد من السيد بركات من العقبة (٤)، ودقت البشائر بالطلبخانات وغيرها ثم بعد العصر حضر السيد أبو نمي وبعض أعمامه وهم أبو الغيث ورميثة وشولق وحميضة والقضاة والأميران: الباش والمحتسب، وغيرهم بالحطيم تحت زمزم فقرئ مرسومان من السلطان أحدهما للسيد بركات وفيه تعظيم زايد من


(١) لفظ للدلالة على القناة التي توضع في أرضية الأسطح وتبرز من الحائط المبني لإزالة ماء الأمطار وغيره خارج هذه الأسطح. والميزاب لفظ فارسي دخل العربية في العصر الإسلامي، واستعمله العرب بذات الدلالة ونفس اللفظ. انظر: التونجي: المعجم الذهبي، ص ٥٥٣. محمد محمد أمين: المصطلحات المعمارية في الوثائق المملوكية، ص ٥٩.
(٢) الحنفية في العصر المملوكي قطعة من الخشب مقوسة تركب على فتحة الماسورة التي توصل الماء للحوض ويمكن بتحريكها فتح وقفل الماسورة. انظر: محمد محمد أمين: المصطلحات المعمارية في الوثائق المملوكية، ص ٣٨.
(٣) وردت الكلمة في الأصل "عطا" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.
(٤) أضاف غاية المرام: "وخلع عليه جماعة الشريف ثيابا كثيرة حسنة". انظر: العز ابن فهد: غاية المرام ٣/ ٣٠٢.