للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

السلطان للسيد بركات وإيمان مغلظة أنه مسرور به وأنه أرسل له منديل الأمان وأنه وصلنا من القاضي كاتب السر وخوند ما قابلتهما به وأنهما شاكران منك، وقال كل من سمعه أنه مرسوم لم يسمع بمثله قابله الله بكل خير (١). والمرسوم الثاني للسيد أبي نمي، وللأمير الباش، ولنائب جدة، وللقاضي زين الدين ناظر جدة وفيه أنهم يحتفظون بالبلاد والطرقات حتى يصل السيد بركات. ثم تفرقوا وأرسل المرسومان لنائب جدة، ورأيت ورقة وصلت مع القاصد من العقبة من شخص من أهل مكة، وفيها:

أن ملاقاة السلطان لولده جاءت إلى ينبع، ثم أيضا واجهه أمير البشائر في مغارة شعيب (٢)، وألبسه خلعة سنية من المقام الشريف، وأخبر بأن القاضي أحمد بن الجيعان وصل إلى العقبة، ومعه ملاقاة كثيرة إلى ابن السلطان، وخوند، والشريف، وأخبر بأن السلطان فرح فرحا عظيما بوصول السيد الشريف وحمد الله ثلاث مرات على وصوله وأرسل له بخاتم الأمان ومنديل وألبسه خلعة متمر (٣) مليحة [بشارة] (٤) له.

وكنا عنده وعند وصول العقبة واجهنا سيدي أحمد بن الجيعان ومعه من الملاقين قدر الحجاج خمس مرات (٥)، وجاء الشريف بخلعة مليحة خضراء ألبسه إياها


(١) وقد أورد العز ابن فهد هذا المرسوم الخاص بالشريف بركات في كتابه غاية المرام، وكان تاريخ كتابة هذا المرسوم رابع شهر محرم لعام إحدى وعشرين وتسعمائة. انظر: العز ابن فهد: غاية المرام ٣/ ٣٠٢ - ٣٠٦.
(٢) مغارة شعيب: من منازل الحاج المصري، عند مدين بين حقل وعيون القصب ماؤها ردئ قليل المنبع. انظر: الجزيري: الدرر الفرائد، ص ٤٥٠. محمد صادق باشا: الرحلات الحجازية، ص ٢٧٤.
(٣) خلعة متمرا: من أفخر الخلع وأثمنها وأعلاها رتبة، لأنها من الحرير الخالص المنسوج بخيوط الذهب طوليا. انظر: ماير: الملابس المملوكية، ص ٢٧.
(٤) وردت الكلمة في الأصول "بشار" والتعديل من غاية المرام ٣/ ٣٠٧.
(٥) يبدو أن في هذه العبارة مبالغة كبيرة، وهل يعقل أن المستقبلين للشريف قدر حجاج مصر خمس مرات؟!.