للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أهل ذي الحجة الحرام ليلة الخميس سنة أربع عشر وتسعمائة]

في صبيحتها أجتمع الشريف قايتباي والقضاة الثلاثة الشافعي والحنفي والمالكي بالمدرسة الأشرفية عند أمير الحاج، وقرئت مراسيم الشريف والقاضي الشافعي وبعض التجار، وفي مرسوم الشافعي طلب أحد المقدمين ماماي عشرة آلاف دينار للسلطان وإن لم يعطها ما يحمل إلى الأبواب السلطانية فطلب منه ذلك فأنعم بألفين وثلاثة فامتنعوا وخرج في ترسيم الخاسكي بعد أن أفحش له أمير المحمل الأول ماماي جوشن وتوجه إلى محل الثاني وهو سبيل ابن الزمن (١) ببيته قبالة باب الصفا وكان أول يوم بيت بني العيني، ووصل مع الأروام حامل الصدقة الرومية، ويقال: أنها أحد وأربعون ألفا، منها أربعة عشر ألف دينار لمكة والباقي للمدينة الشريفة هكذا يقال، وأما الذي لمكة فإن غالبه بأسماء جماعة مخصوصين، والعام أربعة آلاف وشي فزاد الناس أشرفيا على العام الماضي، فصار لكل واحد ثلاثة أشرفية وغالبهم غرباء، ولم يذكر لكل رجل جميع أولاده من الذكور والبنات ولا النساء فغالبها خرج لغير


= الدرر الفرائد، ص ٣٥٧. وهو الأمير ماماي جوشن أحد الأمراء المقدمين الألوف أصله من مماليك الظاهر خشقدم من كتابيته، اشتراه الأشرف قايتباي من بيت المال وأعتقه، كان جميل الهيئة قليل الأذى بين الأمراء، توفي يوم الثلاثاء ٢٣ جمادى الآخرة سنة ٩٢٠ هـ. انظر: ابن إياس: بدائع الزهور ٤/ ٣٨٩. ابن الحمصي: حوادث الزمان ووفيات الشيوخ والأقران ٢/ ٢٦١.
(١) سبيل ابن الزمن: نسبة إلى الخواجا شمس الدين محمد بن عمر بن محمد بن عمر الزمن بن محمد بن صديق بن أبي بكر بن يوسف القرشي الدمشقي ثم القاهري الشافعي ٨٢٤ هـ - ٨٩٧ هـ وهذا السبيل قطعه من رباطه المعروف به الذي هو فيه من المسعى، وكان تاريخ إنشاء هذا السبيل والرباط سنة ٨٧٥ هـ. انظر: السخاوي: الضوء اللامع ٨/ ٢٦٠ - ٢٦٢، رقم الترجمة ٧٠٣. الطبري: الأرج المسكي، ص ٨٢. حسين شافعي: الرباط في مكة المكرمة - رسالة ماجستير غير منشورة، ص ٢٠٣ - ٢٠٤.