للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي يوم الجمعة، عاشر الشهر أو الليلة التي قبلها، مات صالح (١) ابن القاضي الحنفي جمال الدين محمد بن أبي البقاء بن أبي الضياء الحنفي ببولاق (٢)، ودفن فيها، ثم نقل إلى الصحراء، بتربة الشيخي أمين الدين يوم الأحد، ثاني عشر الشهر، وكان موته بغتة، وأتهم بعض الحجازيين بعمل شيء له، واختلس ما معه.

وفي ليلة الثلاثاء، رابع عشر الشهر، مات المعلم محمد البنا الحبار المصري، وصلي عليه بعد صلاة الصبح عند باب الكعبة، ودفن بالمعلاة.

وفي عصر يوم السبت، حادي عشر الشهر، وصل إلى مكة السيد بركات، وزار المولد (٣) بعد المغرب، وجلس بسبيل البوني [ينتظر] (٤) الزفة، وكانت زفة هائلة بشمع كثير مشاحب وغيرها.


= ووصول المراسيم والخلع له، وأن جميع الحجاز للسيد بركات يولي فيه من يشاء. العز ابن فهد: غاية المرام ٣/ ١١١. السنجاري: منائح الكرم ٣/ ١١٤. الطبري: إتحاف فضلاء الزمن ١/ ٢٩٥.
(١) صالح بن الجمال أبي النجا محمد بن البهاء أبي البقاء محمد بن أحمد علم الدين المكي الحنفي ويعرف كسلفه بابن الضياء. ولد في جمادى الآخرة سنة ٨٥٤ هـ بمكة، ونشأ بها فحفظ القرآن، وتردد على القاهرة ومكة، إلى أن مات بمصر سنة ٩٠٧ هـ في شهر ربيع الأول ببولاق، ودفن فيها. السخاوي: الضوء اللامع ٣/ ٣١٥.
(٢) بولاق: أحد أحياء القاهرة القديمة، ويقع إلى الشمال الغربي منها، وتقع على ساحل النيل على بعد ميل من القاهرة. محمد محمود الحلبي: العراك بين المماليك والعثمانيين الأتراك، ص ٢٨٥ - ٢٨٦. البستاني: دائرة المعارف ٥/ ٦٩٩. محمد حسام الدين إسماعيل: مدينة القاهرة من ولاية محمد علي إلى إسماعيل، ص ٢٤ - ٢٥ - ٢٧.
(٣) المراد به مولد النبي محمد بالموضع الذي يقال له سوق الليل. الفاسي: شفاء الغرام ١/ ٤٣١.
(٤) وردت في الأصول "ينظر"، وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.