للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

على نية القتال فلما أمسى الليل أوقد ذوي عمر نيرانهم وأكثروا من ذلك وتسحبوا بالليل بأنفسهم وحلتهم فلما أصبح الأشراف لم يجدوا لهم حسا، فتبعهم بعض الخيل أو كلهم فوجدوا أواخرهم فغنموا منهم ذلك، وفاز الباقون والرجال بعد أن حصل في الفريقين بعض كون، ثم ازدبنوا (١) ودخل بينهم بعض المشايخ على أن ذوي عمر لا يشوشون على أحد باليمن، وانهم يرتفعون عن محلهم هذا إلى نحو [معاملة ابن ظاهر] (٢)، وأن يرجع الأشراف إلى مكة، فرضوا (٣) بذلك.

وحصل للأشراف ضعف كثير ثم عادوا ووصل بعضهم إلى مكة وإلى الخيف وجلس غالبهم عند الشريف فإنهم وجدوا أهلهم عنده وهم بناحية اليمن.

وفي هذا الشهر ابتداء في إصلاح المسجد الذي ولد به النبي بشعب علي (٤)، وكمل في الذي بعده كما سيأتي.

وشرع أيضا في إصلاح حاشية المطاف (٥) بإخراج البطحات التي بها، وسبب ذلك أنه وقع المطر وسال سيلا يسيرا فدخل من باب العجلة إلى المسجد الحرام فإن [السيل] (٦) وجد العتبة مسدودة لم تحفر على جري عادتها.


(١) زبنه: دفعه ورمى به، ويقال الحرب تزبن الناس أي تصدمهم. أنيس: المعجم الوسيط، ص ٤١٣.
(٢) وردت كذا في الأصول ويظهر أنه أسم لمكان معروف في ذلك الزمن.
(٣) وردت في الأصل "فرضيوا" والتعديل هو الصواب عن (ب).
(٤) السخاوي: وجيز الكلام ٣/ ١٠٧٧.
(٥) السخاوي: وجيز الكلام ٣/ ١٠٧٧.
(٦) وردت في الأصول "الليل" والتعديل لسياق المعنى.