للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي آخر ليلة الأربعاء ثامن عشر الشهر مات إمام الشافعيه بمقام إبراهيم الخليل قاضي القضاة محب الدين أبو المعالى محمد بن الإمام رضي الدين محمد بن المحب محمد بن الشهاب أحمد بن الرضي إبراهيم الطبري وجهز/في أول يومه وصلي عليه بعد طلوع الشمس بمقام إبراهيم الخليل، قاضي القضاة الشافعي جمال الدين أبو السعود بن ظهيرة القرشي، بعد أن نادى عبد الله الريس على زمزم بالصلاة عليه ووصفه بأوصاف منها: الصلاة على الحبر الإمام شيخ مشايخ الإسلام قاضي القضاة خطيب خطباء (١) الإسلام بالمسجد الحرام بقية السلف الكرام، ودفن عند سلفه بالمعلاة وشيعه خلق كثير جدا، وإيانا وجميع المسلمين آمين.

وفي ليلة السبت أو صبيحتها حادي عشر الشهر مات الشريف أبو سعد (٢) بن الشريف الحسني النموي من ذوي عبد الكريم بوادي أبي عروة وحمل إلى مكة فوصل بها في أثناء النهار ودفن بالمعلاة بعد أن غسل وكفن بها، وله وجعان من الصيف وكان له مال ويعامل فيه، وكان مسعودا في زرعه ومعاملاته.

وفي العشر الأوسط من هذا الشهر وصل بعض أبي نمي إلى مكة وإلى الوادي، وهم من الذين كانوا توجهوا إلى اليمن لذوي عمر، فلم يواجهوهم، إلا أنهم غنموا من ذوي عمر بعض إبل، وغنم، وغير ذلك، وسببه أنهم وصلوا إليهم وجلسوا أمامهم


(١) وردت في الأصل "الخطباء" والتعديل عن (ب).
(٢) هو: أبو سعد بن بركات بن حسن بن عجلان السيد بن صاحب الحجاز السيد زين الدين الحسني أخو السيد الجمال محمد. كان مع أخيه وتحت طاعته لم يخرج عنه مع عقل وشجاعة. السخاوي: الضوء اللامع ١١/ ١١٣ ترجمة رقم ٣٤٩، وجيز الكلام ٣/ ١١٠٩ ترجمة رقم ٢٣٢٧ وفيهما وفاته "في شهر ربيع الثاني"، ابن العماد: شذرات الذهب ٧/ ٣٥٦.