للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مرسوما بأن جماعة يسحبوا لمكة واجتمعوا بها فيعتمد ما في القائمة فجاؤا لمكة يوم الأربعاء سادس الشهر فبلغوا الباش وصادف في تلك الليلة وصول السيد علي بن بركات بن محمد إلى مكة من صوب أبيه، وقال أنه ترك أباه بالسعدية (١) متوجها لجهة جدة فأحضره الباش وكذا أحضر القضاة الأربعة والأتراك وأظهر لهم غيظا/بسبب ما سمع وقال لعله بسبب مقدمي فوضعه بطبقة عنده في الحديد ورسم عليه مملوكين وأمروا بإطلاق المقدم (٢) ونيته الإرسال به إلى نائب جدة مع دويداره، وسكن الدويدار ببيت إبراهيم بن الزمن بالصفا فأضافهم الباش وأخلع على الدويدار والبرددار والله يصلح أحوال المسلمين، ولكن في مثل هذا اليوم اشتد خوف الناس وقالوا ما جاء إلا لامر [فغلى] (٣) الحب ولا قوة إلا بالله وعشاهم الأمير شاهين، ثم في يوم الجمعة غداهم الخواجا شمس الدين القاري شواء وجذابه وامتنعوا من [ضيافة] (٤) القاضي ثم أرسلت وهم على سفر أكلوا البعض وحملوا البعض ونهبوا البعض، بل ودخل صهره البرددار إلى القاضي الشافعي وطلب منه الغداء أو غيره ومعه آخر فأعطاهم أشرفيين فردوهما وقلا أدبهما فزيدا أشرفيين، ثم أن الدويدار والبرددار ومقدم الباش توجهوا للخواجا


(١) السعدية: محطة للحجاج في أسفل وادي يلملم على ١٠٠ كيلومتر جنوب مكة وهي المرحلة الثانية منها على درب اليمن وميقات أهل اليمن من أتي على الطريق التهامي. انظر: البلادي: معجم معالم الحجاز ٤/ ٢٠١.
(٢) المقدم: وظيفة مرموقة ظهرت منذ العصر الأيوبي ومعناه الرئيس أو القائد أو كبير القوم، وقد يكون صاحبها من العسكريين، وقد يكون من الموظفين الكبار المتميزين باعتبارات خاصة، وقد يضاف إلى هذا اللفظ اسم الوظيفة فيقال: مقدم التركمان، مقدم الخاص، مقدم الدولة. انظر: دهمان: معجم الألفاظ التاريخية، ص ١٤٢. مصطفى الخطيب: معجم المصطلحات والألقاب التاريخية، ص ٤٠٣. الباشا: الفنون الإسلامية ٣/ ١١٢١.
(٣) وردت الكلمة في الأصل "فعلى" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.
(٤) وردت الكلمة في الأصل "طيافة" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.