للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

القاري بورقة وزعموا أنها من نائب جدة وهو يطلب الشهاب الهنيدي نجاه الله تعالى وإن لم يعطه لهم وإلا هو بذله بل وكذبوا عليه وقالوا أنه وصل لسبيل شميلة وقال ما يدخل مكة إلا أن وصله الهنيدي فما أمكنه إلا أن دعاه من داخل البيت وتسلموه وذهبوا به في الحال من باب الشبيكة وذهبوا كلهم ومعهم دويدار الباش ومقدمه وتعلق صهر البرددار علي أحمد المغربي في بغله فأعطاه أشرفيا وعلي بن أبي مشيد عبد الخطيب في حماره فأعطاه نصف أشرفي.

فلما كان في صبيحة يوم الأحد عاشر الشهر وصل دويدار الباش ومقدمه إلى مكة والمقدم لابس صوف أخضر ألبسه له نائب جدة ودخل لأستاذه ثم زف وهو راكب إلى بيته وفي شوارع مكة وكان مملوك الخواجا القاري توجه معهم لما راحوا إلى جدة وعاد معهم، وسمعنا أن الشهاب الهنيدي سالم بحمد لله ولكنه في الترسيم ويقال في الحديد والله ينجيه. وجاءت في هذه الليلة قافلة من جدة وفيها حب كثير وكان الناس يظنون رخصه إذا وصلت القافلة فبيع الحنطة من سبع أشرفية إلا ثلاثة محلقة وللدخن أظنه قريبا منه فإن الحنطة ربعية وثمنه والدخن ربعية وربعة، وسبب هذا الغلا أن الشريف عرار بن عجل اشترى الحب بجدة بسعر وباعه بأزيد بكثير وحجر (١)، فلما رأى ذلك نائب جدة أو جماعته ووصلت الجلاب [بجلت] (٢) جميعا فرضه السلطان


(١) من أهم الأسباب التي أدت إلى ارتفاع الأسعار، وتضجر سكان مكة من ازدياد الغلاء هو "الاحتكار التجاري" ذلك أنه تكونت طائفة من التجار قامت باحتكار أغلب السلع الضرورية، حيث يقومون بشرائها ثم يحددون الأسعار التي يريدونها. والسبب الأول في هذا الاحتكار هو عدم تدخل شريف مكة بشكل مباشر في تنظيم الأمور التجارية وتحديد أسعار السلع. انظر: جار الله بن فهد: نيل المنى، ص ٢٤ و ٣٦. عائض الزهراني: التاريخ السياسي والحضاري لمكة من خلال كتاب نيل المنى، ص ٢٨٣.
(٢) وردت الكلمة في الأصل "بخلت" والتعديل من (ب) وهو الصواب.