للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي عصر يوم السبت، مات الخواجا تقي الدين أبو بكر بن أحمد بن عبد الرحمن الدمشقي الشهير بالجمل وابن الجمل لسمنه وسمن أبيه، وصلي عليه صبح يوم الأحد عند باب الكعبة، ودفن بالمعلاة قريبا من تربة عبد الغني (١) القباني، وخلف أولادا ومالا، وأثنى الناس عليه خيرا، وأوصى لأخيه وجعل لقاضي القضاة الشافعي خمسون دينارا، وكان وجعه الدنو (٢)، ومات قبله أحمد الصعيدي العطار بجدة وله أولاد وأخ وأوصى للقاضي الشافعي أيضا بمائة دينار وبيت جديد بجدة عند المظلوم (٣)، ويقال: أن أخذها ولد القاضي، ومات بعيده أيضا تاجر حلبي خلف قريب الألف دينار وزوجة حاضرة وأخا غائبا ببلده، وجعل القاضي الشافعي وصيه، وجعل له ثلاثين دينارا ويجهزه [بخمسين] (٤) دينارا.

وفي يوم الجمعة، ثالث عشري الشهر، مات الخواجا علي بن محمد بن هرمس نزيل مكة التروجي السكندراني الشهير بابن هرمس، وصلى عليه بعد صلاة الجمعة عند باب الكعبة، ودفن من يومه بالمعلاة بتربة عند تربة الناصري، وخلف ولدا وبنتا [من بنت] (٥) الشهاب الهنيدي ومالا وأوصى أنه يعطى القاضي الشافعي مائة دينار.


(١) عبد الغني بن محمد بن محمد بن عبد الله الزين أبو محمد القليوبي الأصل القاهري الشافعي التاجر نزيل مكة ويعرف بالقباني، ولد في سنة ٨٠٢ هـ، بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن، ومات في شعبان سنة ٨٩٦ هـ، بمكة وصلى عليه بعد صلاة العصر عند باب الكعبة، ودفن بالمعلاة. السخاوي: الضوء اللامع ٤/ ٢٥٧.
(٢) الدنو: هو الدنف: إذا اشتد مرض الإنسان وأشرف على الموت. إبراهيم أنيس ورفاقه: المعجم الوسيط ١/ ٢٩٨.
(٣) المظلوم: ربما يقصد بها حارة المظلوم وهي حي في مدينة جدة، وهي من الأحياء القديمة.
(٤) وردت في الأصول "خمسين" وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.
(٥) وردت في الأصل "تحت" والتعديل من النسخة "ب" لسياق المعنى.