للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أسلوبا وسطا في سرده الأحداث والأخبار وكل ما جرى واستحق في نظره التدوين دونه بشكل جميل غلب عليه الأسلوب العامي أحيانا (١).

يعتبر هذا الكتاب بحق كنز من المعلومات المكية التي لم ترد ضمن أي كتاب آخر وصل إلينا حتى الآن، يعالج الفترة نفسها.

وخروج الكتاب إلى النور سوف يضيف الكثير إلى التاريخ المكي (أكثر من ثلث قرن) ويعطي المهتمين دفعة قوية من المعلومات التاريخية الدقيقة في النواحي المختلفة.

لم يكن العز يطمع أن يخرج كتابه إلى النور أثناء حياته وهو الحريص في تلك الأمور ونستشف ذلك حين رفض اعطاء تلميذه ابن الشماع كتاب الضوء اللامع للسخاوي، حيث طلبه الأخير منه فاعتذر. وقد جاء ذلك مقدمة كتاب القبس الحاوي ومنهج ابن الشماع فيه قول المحقق: (وقد رغب [ابن الشماع] حمل هذا الكتاب الضوء اللامع وأخذه عن الشيخ الحافظ عز الدين عبد العزيز بن فهد في مجاورته الأولى عام (٩١٦ هـ) فامتنع الثاني من ذلك، واعتذر، لما يضمه الكتاب من أمور يرى أن ستر كثير منها أولى) (٢)، وسلمه له ولده جار الله بن فهد (٣).

كما أن الكتاب يعتبر جزءا مكملا لكتب أخرى في الأخبار المكية مثل كتاب بدائع الزهور لابن إياس، حيث نجد بداية الخبر عند ابن إياس وتكملته عند العز وخصوصا أخبار الحاج وبعض الوفيات والمنفيين إليها.

وهذه الفترة التي أرخ لها المؤلف (٨٨٥ - ٩٢٢ هـ) لم يصلنا كتاب يتحدث


(١) مثل قوله: "الرواق الوسطاني، مكسرين، مساببة … " وغيرها.
(٢) ابن الشماع: القبس الحاوي، ١/ ١٤.
(٣) الهيلة: التاريخ والمؤرخون، ص ١٨٧.