للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من السيد الشريف فجاء الكمالي لمكة، ثم سمعت أن الكمالي أجتمع بالشريف وقال له ما عوقكما ما عوقكما إلا زين الدين المحتسب الناظر بجدة، ثم سمعت أن الأمير الباش بمكة أرسل لزين الدين المحتسب حسين المهتار يكلمه فيهما وفي أحدهما، وعاد في يوم الأربعاء سادس الشهر لكن ما علمت الجواب.

وأخبر حسين أنه وصل لجدة، وزعيمة من ينبع، وفيها بعض العسكر الذي يقيمون بجدة، وفي اليوم الذي قبله أو قبله سمعنا بوصول العسكر إلى ينبع، ثم سمعنا أنهم يصلون وادي مر يوم الخميس، وأن الشريف بركات يريد يعمل ضيافتهم في الوادي، والله يعطينا خيرهم ويصرف عنا شرهم ويسمعنا معهم كل خير.

وفي عصر يوم الأربعاء سادس الشهر [دخلوا] (١) مكة وتتابعوا إلى الصبح، وفي صبح يوم الخميس دخلوا مكة، وصحبتهم السيد أبو نمي ابن السيد زين الدين بركات وهو لابس الخلعة، والأمير الباش بمكة والقاضي الشافعي ودخلوا المسجد وجلسوا بالحطيم وطاف حينيذ باشهم واسمه شاهين امرارعون مشد الشون وغير ذلك وهو من مماليك السلطان، وبعد فراغه من الطواف والصلاة جلس معهم بالحطيم وقرأوا المراسيم وهي ثلاثة، وتاريخها ثالث عشري جمادي الأولى الأول باسم الأمير شاهين وفيه التوصية عليه، والثاني للسيد بركات، والثالث للباش بمكة، وفيها كلها التوصية على الواصلين وأمرهم أن يكرموا تلقيهم ويسكنوا بجدة في أبراجنا، ولا يشوشون على التجار ولا على غيرهم في بيوتهم، وفيها أنكم طلبتم منا عشرين راميا أرسلنا لكم مائة، وذكر الواصلون أنه حصل لهم في الطريق حر عظيم ومات لهم جملة من الجمال.

وفي يوم الجمعة ثاني تاريخه ثامن الشهر وصل الناس من جدة وأخبروا أنه


(١) وردت الكلمة في الأصول "دخل" وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.