للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وصل ناس من اليمن، وأخبروا بأن الفرنج هجموا على عدن وأخذوا منهما مركبا مشحونا، وقال بعضهم إنما أخذوا ثلاثة عشر مركبا بعضهم تكملت شحنته، وبعضهم لم تتكمل وراحوا إلى عين أبين (١) ونزلوا بالسلاح واللبس، وقطعوا الواصل من الماء إلى عدن وتقاتلوا هم وإياهم، وقتل من المسلمين أكثر من مائة ومنهم نحو ثلاثين ثم كثر المسلمون عليهم، ويقال: أنهم أزالوهم عن الماء، والله أعلم بما يكون، وذهب ثلاثة مراكب إلى زيلع وبربره وحرقوها ووجدوا بهما بعض مراكب وأخذوهم وأحرقوهم، ثم توجهوا إلى جهة الهند والله أعلم. وفي [أيام] (٢) الشهر مات أحمد بن حسين الفتحي، وصلى عليه عند باب الكعبة بعد العصر ودفن بالمعلاة عند سلفه وإيانا، وخلف زوجه وبنات.

ثم في يوم الخميس رابع عشر الشهر أو اليوم الذي يليه وصل من عدن أوراق من عز الدين الأروي وغيره لشاه بندر (٣) الخواجا قاسم الشرواني وغيره، وفيها أن الفرنج وصلوا لعدن يوم الجمعة ثامن عشر جمادى الأولى وأحرقوا بعض مراكب في البندر، وأخذوا زبيبا شحنة مركبين في غرابين لهم، ورموا على عدن بالمنجنيق (٤) وأنهم


(١) أبين: مخلاف في جنوب اليمن على ساحل المحيط الهندي، منه عدن قيل سمى بإسم أبين بن ذي يقدم، وهو من أهم وديان اليمن الجنوبية تسير فيه المياه التي تنبع من الجبال المرتفعة قريبا من تعز وآب، تصب مياهه في خليج عدن. انظر: عمارة بن علي اليمني: المفيد في أخبار صنعاء وزبيد، ص ٤٩. ياقوت الحموي: معجم البلدان ١/ ٨٦. محمد الحبيشي: الاعتبار في ذكر التواريخ والأخبار "مخطوط" ورقة ٢٣. محمد ابن أحمد الحجري: مجموع بلدان اليمن وقبائلها، ١/ ٥٥.
(٢) وردت الكلمة في الأصل "يوم" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.
(٣) يقصد به شاه بندر جدة وهو "الخواجا قاسم الشرواني".
(٤) المنجنيق: آلة حربية من آلات الحصار، أخذها العرب عن الفرس والروم في وقت مبكر. وهي عبارة عن أداة من الخشب مؤلفة من دفتين قائمتين بينهما سهم طويل له رأس ثقيل وذنب خفيف بنهايته كفة تجعل فيها الحجر المقذوفة بعد جذبها إلى أسفل، ثم ترسل فتنطلق باتجاه -