للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأوصى بأشياء للقضاة وغيرهم، روينا لغائبين، وجعل وصيه شخصا روميا، ثم عند موته عزله وجعل صهره، والقاضي الشافعي، ولما مات وجد المال ناقصا، ونقصت الوصايا من الثلث، وفرق الموصي به على حكم النقص وهو قليل، وكان المال أكثر من ألفين، ثم لم يبق للحمل [إلا] (١) تسعمائة دينار، فوضعت الزوجة وجاءت بصبي، ثم لما جاء نائب جدة (٢) أعطاه القاضي مائة دينار ولدواداره ثلاثين ولمباشريه عشرين، وقال إنه يعطي للشريف كذلك، ورسم نائب جدة على يوسف أبي الزوجة وغرم وما علمت المقدار.

وفي ليلة وصول نائب جدة، أرسل الشريف للهيصمي أبي القسم، وأخرج من داره ليلا، ونفي إلى جهة اليمن، واستولوا على تعلقه وجاريته وخدمه، وما وجدوا له شيئا يذكر، ويقال إن حاله فقير، ولكن له دور كثيرة، وكان أوقف بعضها على القاضي صلاح الدين بن ظهيرة وغيره، وما عرف السبب [لنفيه] (٣)، ولعله والله أعلم، تقرب للسيد هزاع بما صر السيد بركات.

وفي يوم الجمعة، سادس عشري الشهر، سافر نائب جدة قايتباي، والقاضي زين الدين المحتسب والقاضي نور الدين القباني بنية السفر إلى مصر بحرا، كتب الله سلامة المسافرين.

وفي ليلة الثلاثاء، الثلاثين من الشهر، ماتت عائشة بنت علي بن محمد المغربي العطار، زوجة ابن عمها أبي الوفاء بن عبد الرحمن المنادي على الخضر، وأم أولاده، وصلي عليها بعد صلاة الصبح عند باب الكعبة، ودفنت بالمعلاة.


(١) وردت في الأصول "ولا"، وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.
(٢) نائب جدة: قايتباي. العز ابن فهد: غاية المرام ٣/ ١٠٢.
(٣) وردت في الأصول "لنفسه"، وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.