للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي عصر آخر يوم الثلاثاء خامس عشر الشهر مات الشيخ فخر الدين أبو بكر ابن قاضي القضاة رضي الدين أبي حامد محمد بن أحمد بن الضياء القرشي العمري المكي وصلى عليه صبح يوم الأربعاء سادس عشرة، ودفن بالمعلاة عند سلفه وإيانا وخلف صبيا وبنتا وزوجة.

وفي يوم الجمعة ثامن الشهر ماتت الشريفة منصورة بنت موسى بن الحسني الفاسي المكي، وصلى عليها بعد صلاة الجمعة عند باب الكعبة ودفنت بالمعلاة عند سلفها على والدتها أم عرفة (١) بنت عبد القادر بن الفاسي.

وفي آخر يوم الخميس جاء ساع من جدة يطلب ولدي المرشدي نور الدين علي وأخيه محمد (٢) بن الفخري أبي بكر بن عبد الغني بسبب تزويرهم ولبس علي خلعة بالحطيم وأنها جاءت من السلطان واغلظ الخاسكي بالسمرقندي وأنك بلغتهم في ذلك فأنكر السمرقندي أن يكون جاء لهم بمرسوم خلعه وإنما سألني القاضي الشافعي والقاضي المالكي في لبسه فتعجب الناس من اتفاق القضاة وطلبهم وفعلهم في المسجد الحرام بالحطيم قبالة باب الكعبة، ولكن لولاء الأغراض ما نفقت السلع والأوراق التي جاءت بطلبهما للأمير فأرسل لهما المقدم وساقيه ليحضر إليه بعد المغرب وأمرهما بالسفر إلى جدة فاستمهلاه إلى ليلة السبت وسافرا ومعهما ساقيه والباش والله يلطف.


(١) هي أم عرفة ابنة القاضي عبد القادر بن أبي الفتح بن أحمد بن أبي عبد الله الحسني الفاسي المكي، أجاز لها في سنة أربع وعشرين وثمانمائة فما بعدها جماعة، وتزوجها ابن عمها موسى بن محمد بن أبي الفتح وأولدها، وماتت في جمادى الثانية سنة تسع وسبعين وثمانمائة بمكة. انظر: السخاوي: الضوء اللامع ١٢/ ١٤٨، رقم الترجمة ٩١٦.
(٢) هو: جمال الدين محمد بن فخر الدين أبي بكر بن عبد الغني المرشدي الحنفي، توفي ليلة السبت تاسع عشر شهر شعبان من عام ٩٢٦ هـ، وكان وجعه خمسة أشهر بالاستسقاء، فجهز في ليلته وصلى عليه أخوه قاضي القضاة الحنفي يسلم الدين عبد الغني المرشدي، ودفن بالمعلاة، وكان يذكر بالخير والمرؤة والبشاشة، وخلف ثلاثة ذكور. انظر: جار الله ابن فهد: نيل المنى، ص ١٣٩.