للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وثمانية وخمسة وغير ذلك، ويقال: أن محمد بن راجح عشرين، والقائد محمد بن بدر بن هجين عشرة، والوالي خمسة، ويقال: أن مجموع ذلك ثلثمائة وستون دينارا، ويقال: أن السيد الشريف بركات أرسل له بمائة دينار عطية وفرسا وسرجين مذهبين عارية، ويقال: عطية وغير ذلك، وفي صباحيتها مد السماط ودعي القضاة، والفقهاء، والتجار، والمماليك السلطانية وغيرهم وكان سماطا هائلا لعل ما عمل بمكة مثله، يقال:

أنه ذبح ستون أو سبعون خروفا، وفيهم المأمونيه السكب، والحموي السكب، والرغيف الأسيوطي، والرز الحلو المصري، والمكي المزعفر، والدجاج الكثير، والمبشورات، وكل شيء بكثرة حتى أنه يضرب به المثل.

وفي ليلة الخميس عشري الشهر كان عقد الولد أبو الفضل بن الرديني أبو البركات الزين، على بنت عمه اخى أبيه لأمه زينب بنت قاضي القضاة جلال الدين أبي السعادات بن القاضي شهاب الدين أحمد بن قاضي القضاة محي الدين عبد القادر بن أبي القاسم بن أبي العباس بن عبد المعطى المكي المالكي ببيته، والعاقد قاضي القضاة الشافعي الصلاحي بن ظهيرة، وحضر الحنفي والباش وبعض الفقهاء والتجار وغيرهم جعله الله عقدا مباركا، وكانت [الغمرة] (١) ليلة السبت ثاني عشري الشهر، وزف العريس من بيتهم إلى بيت العروس في جماعتهم فقط بشمع المسجد العشرين وبعض شموع لهم، وجلبت العروس في صباحيتها، ودخل بها ليلة الأحد ثالث عشري الشهر.

وفي صبح يوم الثلاثاء كان السماط وفيه المامونية، والرز، والمبشورات وحضر القضاة والفقهاء وبعض التجار، ولم يعمل شراع.

وفي يوم الجمعة ثامن عشري الشهر وصل الخبر لمكة أن نائب جدة الأمير حسين وصل لجدة وعرض له بها صبح يوم الخميس، وسأل بها عن القاضي الشافعي


(١) وردت الكلمة في الأصل "العرة" والتعديل من (ب) وهو الصواب لسياق المعنى.