للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الزمزمي يؤذن على زمزم أشرك معه ابن عبد القادر المؤذن ثم منع الثاني واستمر الأول وترك بالشيخ فتكلم له أولا الشريف فحلف أنه لا يعطي المفتاح إلا له إذا جاء فخاف منه أن يبهدله (١) فتوجه للمدينة، فلما جاء في الليلة وكأنه أجتمع به فأعطاه المفتاح فأذن في الظهر.

وكان الأمير أيضا أراد طهار أولاده فاستعار بيت السيد قايتباي وأنتقل إليه وجعل في حوشه دككا كثيرة وجعل تيازير على غالب الحوش، واستدعى المطربين وأهل النقارة وجعلوا يضربون بها ليلا ونهارا، واستدعي القضاة والتجار فصاروا يحضرون في النهار وبعضهم أو غالبهم في الليل وتردد بعض الفقهاء قليلا وعتب عليهم، وصار يمد بالنهار المعمول وبالليل البن على طريقة أهل مكة (٢).

وفي هذا اليوم يوم الاثنين سابع عشر الشهر طلب القضاة والفقهاء والتجار ولعل والمتسببين للزفة في ليلة الثلاثاء، وللشراع في ليلة الأربعاء وللسماط صبيحتها، فعملت الزفة في الليل من المروة ومشى فيها خلق كثير ولم يتخلف أحدا إلا النادر، وكان الشمع فيها كثير والناس، وانشرح الأمير لموافاة الناس، وكثر المتفرجون من/ العوام والنساء وغيرهم، وفي ليلة الأربعاء كان الشراع وحضر القضاة وغالبه جماعة الشافعي وبعض الفقهاء وخلق من التجار وكلهم أو إلا النادر، وداروا على الحاضرين فأخذوا منهم اللصق فكان ما أعطاه الشافعي عشرين، والحنفي عشرة، والمالكي ثمانية، وجماعة الشافعي بعضهم خمسة، وبعضهم أربعة، وبعضهم ثلاثة، وبعضهم اثنان، وكان ما أعطاه الخواجا قاسم شاه بندر عشرين، والحموي خمسة عشر، وبعضهم عشرة


(١) يبهدله: إحدى مفرات اللهجة العامية، ومعناها يعتدي عليه.
(٢) يشير المصنف إلى عادة صارت شائعة عند المكيين بعد أن كانت موضع خلاف فقهي بينهم، وهي شرب القهوة ويبدو أنه قد صار من الحلال شربها بإتفاق بين الفقهاء بدليل أنها صارت عادة حتى في المناسبات الاجتماعية.