وفي يوم الجمعة رابع عشر الشهر أجتمع الأمير الباش والحنفي ابن المرشدي، ونائب القاضي الشافعي أخوه بدر الدين، ونائب السيد الشريف محمد بن بدر، وشاه بندر الخواجا قاسم الشرواني تحت الحطيم وقرئ ثلاثة مراسيم أحدهما للأمير الباش، والثاني لولد الوفائي الخواجا شمس الدين محمد، وأمه بنت القاضي المالكي نجم الدين يعقوب، والثالث للخواجا قاسم الشرواني، وتاريخ بعضها في رجب، وبعضها لم يقرأ له تاريخ. وفي مرسوم الباش أن السيد الشريف شكر منكم وسأل لكم الإقامة فأجبناه لذلك، وأن الأمير حسين واصل إليكم وهو أمير جدة فتعاضدوه وتكونون شيئا واحدا ويوصى عليه. وفي مرسوم ولد الوفائي أنه بلغنا صوت والده وأن تركة والده لم تضبط ويرد كل ما يأخذ ويختم عليه ترسل لنا بالقوائم أنه بلغنا أنه وقع بينك وبين زين الدين وعجبنا لكما كونكما في خدمتنا وتتناقران (١)، وأنك قتلت قتيلا، وأنك تشرب الخمر وكيف تكون بهذه الوظيفة وأنت تتعاطا ذلك فتترك ذلك وتحلف أو تحلف أنه ما تتعاطا شيئا من ذلك. وفي مرسومه والباش أن مالنا الذي بجدة يحمل إلى مكة ويوضع في مكان ويختم عليه بحضور كما وحضور زين الدين الناظر.
وفي عشاء ليلة الاثنين سابع عشر الشهر وصل قاضي القضاة الشافعي الصلاحي ابن ظهيرة من المدينة الشريفة ولاقاه الأمير الباش من باب السلام وكذا غيره من الفقهاء والأعيان ووصل بعض الناس قبله بيومين، وفي ليلته ويومه وصل مع القافلة الريس أبو بكر بن عبد الله بن أبي الخير، وأرسل السيد الشريف زين الدين بركات بن محمد رسالة إلى الأمير الباش، وفيها سؤاله الرضا على الريس واعادته لوظيفته فإن الأمير جد عليه لغيبته في الوادي ونقم على أخويه لكونهما يقدمان التسبيح ويؤخران السلام ويؤخرانه أخرى، وقام أبا الفتح بن أحمد بن أبي الفتح