للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الهمم المحلي عامله الله بلطفه ما في زمانه مثله وأدام النفع به انتهى.

وسأل السيد الشريف السلطان للأمير الباش سنة أخرى ويقال سنتين فأجابه لذلك وذكر له السلطان نصره الله أن جميع ما يسأل فيه يجاب (١)، ويريد السيد الشريف يمدحه بقصيدة ويرسل بها له، وقال القاصد أنه رأى قاصد الأمير حسين وهو متوجه لمصر وهو قاصد الطور لنيابة جدة وما كان يظن إلا أنه يصل مكة قبله، وذكر أن السلطان شفى من وجع عينيه ورأيت في ورقة لبعضهم أن أحد عينيه شفيت وإلى الآن الأخرى، وأن الذي يعالجه ابن الشريف.

وجاء الخبر من مصر أيضا أنه وصلهم الخبر أن أزبك (٢) أو ولده صاحب [التتر] (٣) كسر الصوفي ومسكاه ويريدان إرساله لصاحب مصر، وسمعنا أيضا أن صاحب الروم اذهب جميع إخوانه وأولاده.


(١) يبدو أنه كان هناك اتفاق بين الشريف والباش على ذلك، وهذا يدل على أن العلاقات قد تتوثق بين باش المماليك والشريف أحيانا، كما أن استجابة السلطان تدل على مقدار منزلة الشريف عنده، ويبدو أن السلطان قد قبل مد خدمة الباش لأن من مصلحته ومصلحة الدولة أن يهدأ الأمر في الحجاز وتتحسن العلاقة بين الباش والشريف.
(٢) هو أزبك خان ملك التتار. انظر: ابن إياس: بدائع الزهور ٤/ ٢٢١.
(٣) وردت الكلمة في الأصول "الططر" وما أثبتناه هو الصواب.
والتتر أو التتار اسم أطلق على شعب خليط من عدة قبائل بدوية مغلية وتركية بآن واحد، يرجع أنهم جاءوا من شرق وسط آسيا وسيبريا وهم على درجة كبيرة من التخلف والوحشية، وحينما انساح المغول على أوروبا وغرب آسيا في القرون الوسطى اتسع مدلول اسم: التتار ليشمل المغوليين أنفسهم فيما بعد، وبالتالي فقد اصبح لفظ (مغول) نفسه معبرا عن اللفظ: تتار من وجهة نظر المؤرخين العرب والمسلمين. انظر: رينية غروسية: جنكيز خان، ص ٣ - ٧. فؤاد عبد المعطي الصياد: المغول في التاريخ، ص ٢٥ - ٣٦. مصطفى الخطيب: معجم المصطلحات والألقاب التاريخية، ص ١٠١.