للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الجمعة ثاني الشهر وكان الركبان جميعا، واستمرا ينجران إلى الصباح، ولاقى الباش الأميران، وهما تاني بك (١) الأبح أمير أول وأنسباي (٢) أمير [المحمل] (٣) ببعض تقدمة إلى الوادي أو قريبه فأكلوه، ثم توجه لهم صبح يوم الجمعة إلى المختلع، ودخلوا جميعا، وكان معهم سباع بن يحي بن سبع، والشريف حميضة تأخر عن الحاج بينبع على أن يلحقهم بالطريق ويدخل معهم فما لحقهم، ونادى الباش لبني حسن وأهل مكة ومن بها للخروج لملاقاة الأمراء (٤) في خدمة الشريف أبي الغيث ولد السيد محمد بن بركات، فلما سمع غيث (٥) ولم يحضر، فخرج من حضر في خدمة الباش، ولما دخلوا كان المغاني قدامهم يضربون بالدفوف، وقدم الأميران ضيافتهما المعتادة من صاحب مكة بأمر الشريف حميضة، فإنه أرسل لمكة يأمر بتهيئة ذلك ففعلوا.

وفي ليلة السبت، ثالث الشهر، وصل قاصد من الشريف حميضة إلى الأمراء يخبرهم بوصوله، وأنه ما أخّره إلا وصول جماعة معه من بني إبراهيم بثقلهم.

وفي هذه الليلة وصل من جدة لمكة الشريف حميضة والأمير شاهين الجمالي.

ففي صبيحتها، خرج لملاقاة الشريف حميضة، ولبس كل منهما خلعته، ودخلا جميعا مكة، ومعهما سباع بن يحي أيضا.


(١) تاني بك الأبح النجمي أحد المقدمين، أمير حاج الركب الأول سنة ٩٠٩ هـ وكان من الأمراء الطبلخانات، مات في ذي القعدة سنة ٩١٦ هـ. ابن إياس: بدائع الزهور ٤/ ٨٥، ٢٠٦. الجزيري: درر الفرائد المنظمة، ص ٣٥٤.
(٢) اسنباي بن ولي أحد المقدمين، وأمير المحمل المصري في سنة ٩٠٩ هـ. ابن إياس: بدائع الزهور ٤/ ٥٨. الجزيري: درر الفرائد المنظمة، ص ٣٥٤.
(٣) وردت في الأصول "الأول" وما أثبتناه هو الصواب من ابن إياس: بدائع الزهور ٤/ ٥٨.
(٤) الأمراء: هم أمير الركب الأول تاني بك الأبح، وأمير المحمل انسباي أحد المقدمين.
(٥) أبو الغيث بن محمد بن بركات بن حسن بن عجلان.