للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جدة وأعطى ابن الحلبي أوراق/والده فأخذ الذي له وأرسل الباقي لأصحابهم بمكة، وقالوا أنهم نحو خمسة عشر ورقة، وفيها أن السلطان رضى عليه على مال له قدره عليه والمال مال الله، وأرسل بمرسوم للباش أن يخلص ماله عند الناس فقال لولده [من] (١) لا يعطيك آخر، وفي المرسوم الخلاص من الزيني عبد الحق إلى مكة، وفيها أو في غيرها من الأوراق أن السلطان كان أصابه وجع في عينه وفي فمه فتعافا منه (٢)، فأطلق جميع من حبسه بالعرقانه كخالص وغيره ومن هو محبوس من أول ولايته (٣)، بل وأرسل للأمير العبد الحبشي الزمني مشد الحوش كان بصولة مصر، وقال أن التجريده الذي في البر وصلوا لينبع، والله أعلم ولم يصح وصولهم، ووصل لجدة مركب الخواجا قاسم الشرواني شاه بندر جدة بعد أن تعوق في الشقاق كثير وأرسل له جلاب أخذت ما فيه بجدة وبقى به الرز المصبوب إلى أن وصل لجدة فأخرجه ورئي به بعض حوائج فسأله الرائي شيئا فلم يعطيه فنم عليه الرائي لجماعة الشريف، ونمى الخبر للشريف فأرسل يتوعد جماعته فاتفق أن الرائي أجتمع بالخواجا قاسم ببيته اما بطلب أو غيره وضربه


(١) وردت الكلمة في الأصل "ما" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.
(٢) وكان مرض السلطان (الغوري) في عينه في شهر ربيع الآخر من هذا العام (٩١٩ هـ) فاجتمع رأي الحكماء والكحالين على أنهم يقصوا من جفنه ما طال فلم يوافق السلطان على ما قالوه من قص جفنه، واشتد المرض بالسلطان، وكثر القال والقيل بين الناس بسبب ذلك حتى أشيع بين الناس أن السلطان يقصد أن يخلع نفسه من الملك ويولى ولده عوضا عنه. وكان شفاء السلطان من هذا المرض في شهر شعبان وأمر بزينة القاهرة ودق الكوسات، حتى يشاع في البلاد أن السلطان قد شفى وزال عنه الألم الذي كان في عينه. انظر: ابن إياس: بدائع الزهور ٤/ ٣١٠ - ٣٣٥.
(٣) وكان تاريخ إطلاق المحبوسين في يوم الأحد تاسع عشري ربيع الآخر من هذا العام (٩١٩ هـ) وأراد السلطان من ذلك إظهار العدل بين الناس. انظر: ابن إياس: بدائع الزهور، ٤/ ٣١٦ - ٣١٨.