والذي بعده فبيع ذلك بأبخس (١) الأثمان، وقالوا أن غالب المشترى اشتراه زين الدين والباش وغيرهما وقالوا أنهم تركوا للولد بعض ملبوس وقماش عند أمه، بشرط أن لا يتصرف فيه حتى يخبروا السلطان بذلك ومهما أمر يكون.
وفي يوم الأحد ثالث عشر الشهر بيعت تركة الخواجا محمد بن يعقوب الحصنى الشامي، والمتصرف في ذلك القاضي زين الدين وكأنه بمرسوم سلطاني، وعاد لجدة بعد أيام سافر القاضي للوادي.
وفي يوم الاثنين حادي عشري الشهر مات أحمد ابن إبراهيم بن محمد البطيني اليافعي الأصل المكي، وصلى عليه بعد العصر عند باب الكعبة ودفن بالمعلاة على أبيه وجده عند سيدى الفضيل بن عياض، والشيخ عبد الله بن أسعد اليافعي نفعنا الله بهما، ولم يخلف إلا أمه، إلا أن عليه دين، وكان وظيفته في العينية تقرر فيها الفخري أبو بكر بن الشيخ إسماعيل بن التاج المالكي بكتاب السيد الشريف إليه وكذلك القاضي الشافعي.
وفي هذا الشهر أرسل الخزندار خزندار الأمير حسين نائب جدة كان قاصدا لمصر فأرسل الشريف ورده من رابغ، وقالوا أنهم وجدوا معه أوراقا فيها الحط على الشريف والقاضي زين الدين المحتسب، وأن زين الدين يريد يهرب إلا إن السلطان والشريف فان له عنده عشرين ألف دينار والله أعلم، ثم سمعت أن الخزندار وجد سنبوقا فيه حمل دقيق وبسطا وغير ذلك، وقالوا أنه لزين الدين فاعتذر بأنه يريد يرسل واحد لجازان يتجسس له الأخبار.
وفي يوم الجمعة خامس عشري الشهر وصلت أوراق من جدة جاءت من مصر من الخواجا شمس الدين الحلبي مع قاصد جاء برا إلى ينبع، ثم ركب في زعيمة إلى
(١) وردت الكلمة في الأصول "بأخس" وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.