للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

راجح أعطاه ألفين، وأن زوجته أم الكامل قالت له وأنا أعطيك ألفا ولا تأخذ من التجار شيئا، فقال له عرار لا تسمع كلام النسوان، ولما كلموا التجار أنعم بعضهم وأبى بعض ثم أعطى واختفي بعضهم، ثم يقال أن الحموي أعطى كل واحد خمسمائة خمسمائة وأعطى الشريف منصور العجمي أربعمائة، والوفائي ثلثمائة بعد أن سئل فيها وامتنع وتكلم ثم أسمعه الشريف كلاما وحلف لا يأخذ إلا خمسمائة، فتكلم معه القاضي المالكي حتى رضى بأربعمائة ويعمل وجها في المائة الخامسة، وأرسلوا لجدة لبعض التجار فحضر بعضهم وهو الخواجا قاسم (١) الشرواني، ويقال: أنه أخذ منه ثلثمائة، ويقال أنهم أرسلوا التجار توجهوا للطائف لزيارة سيدنا عبد الله بن عباس ، يأتون ولا يتركون هناك منهم التاجر العنبري الشامي، وبركات الحلبي (٢).

وفي يوم الجمعة ثالث عشر الشهر توجهت قافلة للمدينة، وفيها كثير من التجار الأعجام.


= انظر: جار الله ابن فهد: نيل المنى، ص ١٣، ٣٠، ٤٦، ٥٦. عائض الزهراني: التاريخ السياسي والحضاري لمكة المكرمة من خلال نيل المنى، ص ٢٤٧ - ٢٤٨.
(١) هو الخواجا قاسم الشرواني من أعظم ممن تولوا وظيفة نيابة جدة من بداية العهد العثماني حتى منتصف القرن العاشر الهجري، فقد ولي هذه الوظيفة في عام ٩٢٣ هـ انظر: جار الله ابن فهد: نيل المنى، ص ٢٤.
(٢) يوضح المصنف أن الأشراف كانوا يلجأون إلى التجار وكبار الأغنياء وقت الأزمات للحصول على القروض التي تساعدهم، ويبدو أن التجار كان منهم من يحزن لاستلاب أمواله لأنه يعرف أنها معونة لن ترد، حتى أن بعض أفراد الأسرة من الأشراف كأم الكامل - زوجة محمد ابن راجح - عرضه مبلغا بشريطة أن لا يأخذ بركات من التجار شيئا، وبعض التجار كان يقدم الأموال رغبة في الحصول على المكانة بعد استقرار الأحوال.