للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي يوم الثلاثاء ثامن عشر الشهر مات محمد بن قطيب المكي الصيرفي كبيرهم وصلى عليه عند باب الكعبة ودفن بالمعلاة.

وفي يوم السبت ثاني عشر الشهر سقطت رابعة بنت عبد الغني المكية، زوجة محمد بن سعيد كلاهما من فقراء الشيخ عمر العرابي من علو سطح بيتها إلى أسفل البيت فماتت، وجهزها الدولة وأخذوا حقها وحق الذي قبلها فإنهما ليس لهما وارث، والثانية خلفت شيئا كثيرا فإنها كانت من كبار الطيبات، قالوا كانت بالوادي وجاءت في اليوم الذي قبله، وجاءت بلبانه وتمر كثير.

وفي ضحوة يوم الخميس عشري الشهر ماتت [أم عيالي] (١) أم أولادي بنت عمي كمالية بنت أبي بكر أحمد بن تقي الدين محمد بن أبي الخير محمد بن فهد الهاشمي المكي، وصلى عليها ولدها ولدي محب الدين محمد جار الله بمقام الخليل إبراهيم وكبر الرئيس فخر الدين أبو بكر، ونزل المطر عليها وهي عند باب الكعبة فحملت إلى المقام إلى أن صلى عليها، وحملت إلى المعلاة والمطر تسكب قويا إلى أن نزلت في حفرتها فسكت المطر قليلا ثم سكت ورجع بعض المشيعين ممن لا يذكر من باب السلام لأجل المطر وطلع غالب الناس، وقال بعض الناس وهو الشيخ أبو بكر ماهي بأول بركتكم يعني يا آل أبي بكر، وقال بعض الناس أول ما نزل المطر أن كانت مباركة يستمر المطر، وكثير من الناس استبشرها بذلك، وقيل هذا دليل على بركتها (٢)، واستمر بنا نقرأ عليها بالمعلاة صباحا ومساءا مدة جمعة، وكثير من الناس طلع صباحا ومساء ثلاثة أيام مع تعريفي لهم بأنني تركت ذلك على أمواتنا قديما، فما


(١) وردت الكلمة في الأصل "عيار" والتعديل من (ب) وهو الصواب.
(٢) جرت العادة في المجتمع المكي - حيث يندر الأمطار - التبرك بأي وافد يفد عليها يتزامن مجيئه مع هطول المطر، بل وصل بهم الأمر إلى اعتبار هذه المتوفاة - والتي من أصل كريم - كأنها تودعهم وداع خير بهذه الأمطار، وهذا الفعل مخالف للشرع.