للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المدينة وملكها. ثم في يوم الأربعاء تاسع عشر الشهر أو اليوم الذي يليه جاءت أوراق من القاهرة والمدينة النبوية مع الشريف الحسيني وأوصلها بجدة للأمير شاهين وأرسلها الأمير شاهين للقاضي المالكي وفرقها على أربابها، وفيها أن الأمير حسن توجه إلى فارس بن شامان ابن زهير الحسني من بني زيان (١) واستفزعه على صاحب المدينة فأرسل معه ولده باز بن حزيمة [بن] (٢) محمد بن بركات، وأظن وغيره. وساروا إلى المدينة فظفر بصاحب المدينة جماز من خارج المدينة إما عند أهله أو بالطريق فقبضه وجاؤا إلى المدينة وتسوروا سورها بالليل ودخلوها فهرب من بها وكثير من الناس وتوجهوا لخيبر (٣) وكتب لحسن محاضر وأرسلت إلى القاهرة ليأخذوا خطه أيضا، وكتب إليه أو إلى الناس بمكة إنني ما دخلت المدينة إلا خوفا عليها وأنا أحفظها حتى يجيئ الخبر من مولانا السلطان إن رضي بي وإلا خرجت. وأما أوراق أهل مصر [فنذكر] (٤) فيها أن الفصل بمصر وأن التجريدة عماله، ويقال: أنها خمسمائة مملوك وأنه انعم على هجار بن دراج بخمسمائة قواس وأن يكون أميرا على ينبع (٥).


(١) بنو زيان: أسرة حسينية كانت بالمدينة في أوائل القرن العاشر الهجري، تولى بعض أفرادها إمارة المدينة المنورة. انظر: البلادي: معجم قبائل الحجاز، ص ٢٠٢.
(٢) وردت الكلمة في الأصول "بنت" وما أثبتناه هو الصواب.
(٣) خيبر: الموضع المذكور في غزاة النبي تبعد عن المدينة حوالي ١٢٠ كيلومترا جنوبا. وتشمل هذه الولاية على سبعة حصون، ولفظ خيبر فهو بلسان اليهود الحصن ولكونها تشتمل على هذه الحصون سميت خيابر، فتحها النبي كلها في سنة سبع للهجرة. انظر: ياقوت الحموي: معجم البلدان ٢/ ٤٠٩. الحميري: الروض المعطار، ص ٢٨٨. البلادي: معجم معالم الحجاز ٣/ ١٧١ - ١٨٧.
(٤) وردت الكلمة في الأصول "فنذكر" وما أثبتناه لسياق المعنى.
(٥) يذكر المصنف بعض الأحداث المتتابعة التي حدثت في هذا العام، ويهمنا أن نشير بعد استقرائنا للأحداث إلى أن المماليك كانوا في بعض الأحيان يفصلون إدارة ينبع عن ولاية مكة، ويعينون شريفا بمرسوم خاص لأهمية الميناء حيث أنه باب المدينة.