للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي آخر الشهر، جاء الخبر إلى مكة بأن السلطان أو الأتابك أزبك غضب على القاضي سالم مباشره، وضرب [وأودع] (١) ظنا المقشرة، فسمع ولده المجاور بمكة فسافر إلى جدة، وقالوا: إنه إشترى جلبة أو إكتراها قصدا للسفر فيها هو وعياله، فسمع الدولة (٢) بمكة بذلك، فتخيلوا أن يكون سفره لغير القاهرة، فلما جاء لمكة عزم هو وأهله، وحمله في يوم الخميس تاسع عشري الشهر، [واستأخرت] له جمال كثيرة، فأرسل له الباش أن لا يسافر، فسب قاصده وهو مملوكه دواداره فترك إلى أن حمل، وسارت جمالهم فردها صبيان الباش وجاؤا بها إلى بيته، ووضعوا الحمول، وتركوا الجمالين أخذوا جمالهم، فتأثر لذلك وأرسل لقاضي القضاة الشافعي مرة بعد أخرى يطلب منه النجدة، فخاف من عاقبة ذلك، فجاء بنفسه إليه وهو في الدرس فواجهه فلم يحصل له غرض، ثم بعد الفراغ من الدرس توجه له القاضي، وجلس عنده مدة وانفصل عنه وهو غير راضي، ثم جاءه للسلام عليه ثاني يوم الشهر، وتوجه هو للقاضي أول الشهر، ولو توجه كان في ذلك راحة لكثير من المسلمين، فإنه يحكى عنه تشويش كثير على الناس، والله يقدر للمسلمين ما فيه الخير (٣).


(١) وردت في الأصول "وادع" وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.
(٢) وردت في الأصل "واستخرت"، وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.
(٣) يتضح من هذا النص أن القاضي وصلته أوامر من الباش بعدم التوسط للقاضي سالم، وذلك لانه شتم قاصد الباش دواداره، حتى يكون عبرة لغيره حتى لا يتجرأ على هذه الأعمال.