للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي يوم الخميس سابع الشهر مات الحاج المسبل سبيل السلطان قايتباي عند مدرسته، وكان أجله فيها رحمة الله عليه واسمه مبارك.

وفي ليلة الجمعة ثامن الشهر حلف المالكي المرشدي ومعه الباش جان بردي عند الحجر الأسود أنه صديق السلطان ومما صح له، وأنه ما يخالفه [ويأتمر] (١) ما يأمر به وغير ذلك.

ثم وصل لمكة قاضي القضاة الشافعي في ليلة الثلاثاء ثاني عشر الشهر، وفي غيبته (٢) توجه عمر بن محمد بن سليمان النجار لنخلة، وسولة، والزيمة، والمبارك وقوم ما للقاضي أبو السعود بها سوى الأوقاف وما كان لأولاده أن كان بأمر قاضي المحمل فإنه حصل للقاضي الشافعي صلاح الدين في المواسم شدائد من الأيتام والمداينين لأبيه (٣) من أمير المحمل فإنه رسم عليه إلى أن جعل عليه مال، يقال: إنه خمسمائة دينار وضمنه فيه الخواجا محمد سلطان، وحصل له إساءة أيضا من الخواجا نور الدين المسلاتي المغربي بالمسجد الحرام عند المدرسة الأشرفية قايتباي، ويقال: أن ذلك في نظير ما حصل للقاضي المالكي من الإساءة من نائب جدة البدري حسين، ومن باش العساكر خير بك فإنه اتهم بذلك القاضي الشافعي، وأبو البقا بن العفيف بن ظهيرة في قضية تتعلق بالمسلاتي، ورسم باش العساكر ببيع تعلق القاضي أبي السعود [فقومت] (٤) بيوته وبيع باقي كتبه فإنه كان ابنه باع بعضهم قبل الموسم وأخذ كثيرها


(١) وردت الكلمة في الأصل "وياعر" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.
(٢) أي القاضي الشافعي (صلاح الدين بن ظهيرة).
(٣) يقصد المصنف بهذا التعبير (المداينين) أن والد القاضي صلاح الدين بن ظهيرة الشافعي قد وقع في ضائقة مالية واستدان من بعض الناس وتصرف في أموال بعض الأيتام.
(٤) وردت الكلمة في الأصل "فقدمت" والتعديل من (ب) لسياق المعنى. وقومت: أي قدر ثمنها. انظر: ابن منظور: لسان العرب ١١/ ٣٥٧، مادة (قوم).