(٢) فئة العبيد والجواري: فئة من الناس من أجناس شتى معظمهم من الأفارقة أو الروم أو الهنود فقدوا حريتهم لأسباب مختلفة، وكان لكل شريف في مكة أعداد كبيرة منهم يعملون في الزراعة والخدمة والحراسة، ومن أكثر الأشراف عبيدا أبو نمي، ويبدو أن هذه الكثرة جاءت عن طريق الإهداء، كما كثرت أعداد العبيد عند التجار والأغنياء وأصحاب المناصب في المجتمع المكي، وكان يتم التزاوج بين العبيد والجواري، برضا السادة حتى يكثر عددهم، حتى أنه يقال أن السلطان سليم سنة ٩٣٦ هـ اشترى عشرة عبيد سود وعشر جواري لزواجهن ليقوموا بكنس المسعى وخدمة عين حنين، وفي فترات الضعف أصبح هؤلاء العبيد (بعد كثرتهم) عبئا على المجتمع المكي فأندمج بعضهم في عصابات اللصوص حتى أنهم قتلوا سنة ٩٤١ هـ زوجة شيخ التجار علاء الدين، كما خان البعض أسيادهم حتى أنهم كونوا طبقة من طبقات المجتمع المكي في القرن العاشر الهجري، والغريب أن أهل مكة لم ينظروا إلى العبيد نظرة إحتقار. انظر: جار الله ابن فهد: نيل المنى، ص ٢٢، ٤٦، ٣٠٨. غوستاف لوبون: حضارة العرب، ص ٣٧٥ - ٣٨٠. توفيق عامر: أحكام الرق في التشريع الإسلامي، مجلة المؤرخ العربي، العدد