للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأول من الوادي يوم الأربعاء، وأمير المحمل يوم الخميس وحصل لهم ذلك اليوم مشقة شديدة وهوى وسموم حار، ويقال: مات لهم رجال وجمال كثير، سلمهم الله وجميع المسلمين برا وبحرا وأوصلهم مأمنهم في خير وسلامة آمين.

وفي ليلة الأربعاء عشري الشهر ماتت بنية الدلالة على الرقيق، وصلى عليها بعد صلاة الصبح عند باب الكعبة.

وفي يوم الثلاثاء سادس عشري الشهر هرب بعض عسكر المراكب المصرية في برشة (١) وغرابين إلى جهة اليمن لتشكيهم من عدم النفقة سبعة أشهر فيما يقال لما سافروا من البندر طلعوا المراكب والجلاب التي بالبندر وأخذوا منه القوت لا غير ولم يتعدوه وشق ذلك على نائب جدة ولحق بعض الرجال بالساحل أو بجدة، ويقال: أنه قطع وقيل وسط وشنق (٢) أو بعضها.


= ٢٧، بغداد ١٤٠٢ هـ/ ١٩٨١ م، ص ٢٠ - ٥٠. سنوك هورخرونيه: صفحات من تاريخ مكة المكرمة ٢/ ٣١٩ - ٣٢٨.
(١) البرشة: بلغة أهل اليمن وساحل الجزيرة العربية نوع من المراكب البحرية استخدمها القراصنة الأجانب عند بداية العصر الحديث لضرب المواني العربية على ساحل البحر الأحمر والعربي. انظر: النهروالي: البرق اليماني، ص ٧٥ مقدمة. مصطفى الخطيب: معجم المصطلحات والألقاب التاريخية، ص ٧٣.
(٢) يشير المصنف إلى العقوبات التي كانت تطبق على المجرمين والمتمردين وقطاع الطرق في العصر المملوكي ومنها:
أ - القطع: وهو حز الرأس ثم وضعه أحيانا فوق حامل لإشهاره في المدينة، وقد ينادى عليه ويسار به في شوارعها ويقال أمامه: "هذا جزءا من خالف السلطان" وهذا جزاء من صنع كذا، ويقوم بهذه المناداة عادة عدد من حملة المشاعل ويوقدونها إذا كان الوقت ليلا.
ب - ومنها التوسيط: وهو ضرب المذنب بالسيف تحت سرته ضربة قوية تقسمه إلى نصفين وتنهار أمعاؤه إلى الأرض.