للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الشيخ الإمام العلامة المحدث الرحلة مفتي الشرق الشيخ علاء الدين بن شمس الدين بن قاضي خان النهروالي الحنفي، بنية المجاورة والإنقطاع بمكة لغلبة الفتن وإنتشار مذهب الروافض (١) في بلاد العجم، فسكن بباب العمرة ودرس بالمسجد الحرام، وهذه ثاني مجاورة له لأنه قدم قبل ذلك في سنة تسع وتسعين وثمانمائة ثم عزم إلى شيراز (٢) وأقام بها هذه المدة، ثم أرتحل بعياله وأولاده إلى مكة بقصد الإنقطاع.

وفي هذا الشهر وصل من مصر مهندس ومعمارية لعمارة ما أخذ بالإجارة من وقف عمارة ناظر الخاص الجمالي يوسف بن كاتب [جكم] (٣) عند باب إبراهيم ليوصل بعمارة القصر الذي أحدث للسلطان قانصوه الغوري على باب إبراهيم، قالوا لأن خوند حاجة في هذا العام ليجعل ذلك حوش تدخل فيه المحفة، فهدم وعمر في هذا الشهر أو الذي يليه، ورواه ضيقا لا يحصل المقصود فخرجوا في الطريق أذرعة وعملوا [أبوابا] (٤) كبيرة ودكاكين [مكشوفة] (٥) وطهارة في الحوش.


(١) الرافضة: فرقة دينية من الشيعة خرجت مع الإمام زيد بن علي بن الحسين ت ١٢٢ هـ في أول أمره، لكنها ما لبثت أن انقلبت عليه حينما قال بجواز خلافة أبي بكر وعمر ولم يتبرأ منهما، فرفضوه فسموا رافضة. انظر: محمد عبد الكريم الشهرستاني: الملل والنحل، ص ١٥٥.
(٢) شيراز: بلد عظيم مشهور، في وسط بلاد فارس. وهي مما استجد عمارتها واختطاطها في الإسلام، وقيل: أول من تولى عمارتها محمد بن القاسم بن أبي عقيل ابن عم الحجاج، وقيل: شبهت بجوف الأسد لأنه لا يحمل منها شيء إلى جهة من الجهات ويحمل إليها ولذلك سميت بشيراز. وقد بنى سورها وأحكمها الملك ابن كاليجار سلطان الدولة بن بويه في سنة ٤٣٦ هـ وفرغ منه في سنة ٤٤٠ هـ وقد نسب إلى شيراز جماعة من العلماء في كل فن. انظر: ياقوت الحموي: معجم البلدان ٣/ ٣٨٠. الحميري: الروض المعطار، ص ٣٥١.
(٣) وردت الكلمة في الأصل "خكم" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.
(٤) وردت الكلمة في الأصول "أبوابه" وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.
(٥) وردت الكلمة في الأصول "مكشفينها" وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.