للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

القباني، وعبد الوهاب بن محمد بن بشير بن أحمد بن عبد القوي الشاهد وبنت أبي الغيث بن عبد القادر بن زبرق الشيبانيين. وفي ربيع وصلنا علم أبي الليث بن إدريس بن أبي الخير ابن عبد القوي، وأحمد بن الخواجا عبد الرحمن بن الشيخ علي، وأبي بكر بن حسن البلبيسي، وأبو المكارم بن أحمد بن علي الشيبي، وأبو الوفا علي بن أحمد بن أبي الفتح الزمزمي كلهم بالفصل فبكى عليهم أهلهم وابن هبة بنت الناصري. وفي يوم الأربعاء ثاني الشهر رافع أبو المكارم بن محب الدين بن أبي البركات الزين في القاضي المالكي وأجتمع بأمير الحاج [قاني باي] (١) الرماح أمير ياخور، وقال أنه يزن في القضاء ثلثمائة دينار فطلب القاضي المالكي فحضر إلى أمير الحاج فكلمه وكأنه ذكر ذلك فقال افعلوا له ما يريد فأمر بالترسيم (٢) عليه فوضع بالتشتخانة (٣) وبقيت الرسل بينهما وهو يقول له لا بد من هذا المبلغ إن كان متوليا وإن عزل وكان الواسطة في ذلك القاضي شمس الدين الحنبلي الشامي قاضي الحاج هذا العام، وأسكنه المالكي بأحد بيتيه الكبير واتفق الحال على مائتين فألبس خلعته بمقلب وخرج فتلقاه القضاة والفقهاء ومشوا أمامه إلى بيته ثم تكلم له بعض الأمراء وأرسل الشريف بركات ورقة لأمير الحاج يشفع للمالكي في الإعفاء من ذلك. وفي هذا اليوم توجه الشريف قايتباي، والأمير شاهين الجمالي، والأمير الباش بكباي إلى الشريف بركات برسالة من أمير


(١) وردت الكلمة في الأصول "قنييه" والتعديل من ابن إياس: بدائع الزهور ٤/ ٤٥١.
(٢) الترسيم: هو قريب الشبه بالاعتقال، أو الحبس الاحتياطي، ولم يكن لهذا الترسيم مدة معينة، بل يمكن أن يكون لمدة ليلة واحدة، وأحيانا يطول لعدة سنوات. انظر: البيومي إسماعيل الشربيني: مصادرة الأملاك في الدولة الإسلامية (عصر سلاطين المماليك) ١/ ٢٨٠.
(٣) التشتخانة: لفظ فارسي مركب من: تشت بمعنى الطست والإبريق وخانة بمعنى مكان أو بيت فيكون المعنى العام: الغرفة التي يوضع فيها الإبريق والطست ولوازم الغسل، استخدمت منذ بداية العصر الأيوبي، وردت في بعض المصادر بلفظ: طشطخانة. انظر: مصطفى الخطيب: معجم المصطلحات والألقاب التاريخية، ص ١٠٤. محمد التونجي: المعجم الذهبي، ص ٨٧.