للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي يوم الأحد، ثامن عشري الشهر، ماتت فاطمة بنت أبي الفضل المدني الزرندي، زوجة الشيخ عبد السلام الزرندي من غير تقدم وجع، بل توفيت فجأة (١)، وصلي عليها بين العصر والمغرب عند باب الكعبة، ودفنت بالمعلاة بتربة بني ظهيرة التي عند الشولي، وشيعها القضاة وغيرهم، وأسف عليها زوجها.

وفي عصر يوم الإثنين، تاسع عشري الشهر، مسك الأمير الباش قانصوه الجوشن بعض المشتكين مباشرة عند طرباي، وضرب بعضهم، ومنهم الأقفالي والشرايجي الحباب.

ثم قبيل المغرب منه، جاء ولد شيخ بني عقبة داؤود بن عامر ابن داؤود إلى الأمير قانصوه البرج بهرب السلطان (٢)، وولاية قانصوه (٣) الغوري يوم


(١) جاء في الحديث عن عائشة : أن رجلا قال للنبي : إن أمي افتلتت نفسها، وأظنها لو تكلمت تصدقت، فهل لها أجر إن تصدقت عنها؟ قال: "نعم". وجاء في حديث آخر: أن رجل من أصحاب النبي قال مرة: عن النبي ، ثم قال مرة عن عبيد: "موت الفجأة أخذت أسف" أي السكتة القلبية أو الدماغية. وجاء في حديث آخر: أن رسول الله قال: "إن نفس المؤمن تخرج رشحا. ولأحب موتا كموت الحمار". قيل: وما موت الحمار قال "موت الفجأة". البخاري: الصحيح ١/ ٤١٢. أبي داود: السنن ٢/ ٣٩٦. الترمذي: الجامع الصحيح ٣/ ٣٠٩.
(٢) السلطان: المراد به هنا هو السلطان العادل طومان باي. ابن إياس: بدائع الزهور ٣/ ٤٧٦ - ٤٧٧، ٤/ ٢.
(٣) هو الأشرف أبو النصر قانصوه من بيبردي الغوري الأشرفي، أصله جركسي الجنس من مماليك الأشرف قايتباي وأعتقه فهو من معاتيقه، وقرر في كشف الوجه القبلي سنة ٨٨٦ هـ، وأنعم عليه الأشرف قايتباي بإمرة عشرة في سنة ٨٨٩ هـ، وخرج في بعض التجاريد، تولى السلطنة في شوال سنة ٩٠٦ هـ، ومات في سنة ٩٢٢ هـ في معركة مرج دابق في بلاد الشام بين المماليك والعثمانيين. ابن إياس: بدائع الزهور ٤/ ٢. محمود رزق سليم: موسوعة عصر سلاطين المماليك ٥٨/ ٦٢/١.