للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأنه إذا سئل بمصر يخبر بما وقع من كل منهما فتصادفا مصادفة ثانية، وأحضر شاهين، وأطلق من الذي في حلقه، ويخضع كثيرا للأمير، خرجوا وذهب الناس بعد هذا إلى طرباي، ثم طرباي إليه آخر النهار، وقدم الباش في اليوم الذي قبله للأمير قانصوه فرسا وغنما كثيرا، وقدم طرباي، يقال فرسين وقماشا كثيرا من الشاش والبيرم.

وفي ليلة الجمعة، ثالث الشهر، وصل إلى مكة الأمير خاير بك المنفي الكاشف، وسكن بقاعة القاضي كاتب السر [التي] (١) بباب العمرة، ووصل مرسوم بالرجوع مع الحاج.

وفي يوم الأحد، خامس الشهر، أرسل الأمير قانصوه البرج لشاهين الذي مع طرباي أيضا، ومسك وأحضر إليه، فإنه سمع عنه كلاما أيضا، وفرش بالأرض عند باب بيته بالصفا، وضرب تحت رجليه، وعلى مقاعده أكثر من مائة عصاة، وسر المسلمين بذلك لجرأته وإقدامه وإيذائه [للمسلمين] (٢)، وسلم للوالي وأرسله إلى جدة لينفى لسواكن، ووضع في رقبته ويديه الباشة والجترير (٣)، وضيق عليه وركب على جمل، وذهبوا به من الحجون، ثم سمع أنه معه مالا فأعيد من باب الشبيكة، إلى داره، وأخرج منها مالا يقال إنه مائة وسبعون، وأخذ من وسطه أيضا مال يقال إنه مائة وثمانون، وأخذ ما له من حوائج فيما يقال، وأما فاتيته فعند طرباي وأنكرها، ويقال أنه أراد ضربه أكثر من ذلك، فشفع فيه سيدي الشهابي أحمد بن العيني، ويقال أن المجري له


(١) وردت في الأصول "الذي"، وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.
(٢) وردت الكلمة في الأصل مطموسة، والتعديل من النسخة "ب" لسياق المعنى.
(٣) الجترير: سلسلة من المعدن، ويقال مزبخر بالحديد أي مقيد بسلسلة من الحديد. محمد أحمد دهمان: معجم الألفاظ التاريخية في العصر المملوكي، ص ٥٥. إبراهيم أنيس ورفاقه: المعجم الوسيط ١/ ١٤٠.